الأربعاء، 24 أبريل 2013

الملك يشتري العرش من الشعب!!


أطل علينا ملك الإنسانية «عبد الله بن عبد العزيز» اليوم الجمعة 23/11/2011  بخطاب تاريخي كان من المتوقع -برأي المراقبين- أن يحدث فيه جلالته تعديل وزاري، لكننا فوجئنا -وفوجئ العالم أجمع- بسيل من الهبات الملكية والمنح السخية بصورة جنونية لم تعرفها المملكة من قبل!!، والتي طالما كان يحدثنا إعلامها الرسمي عن برامج التنمية الجبارة حتى يخيل للمشاهد أن سلطة المملكة قد استوفت كل البرامج التنموية عن بكرة أبيها.

عموما أنا لن أكرر كلامي الذي ذكرته في مقالي السابق «حتى الملك لم يفهم الدرس!!» إبان المنحة السابقة لجلالته فور عودته من رحلته العلاجية.

لكن إشكالية القضية العامة للإصلاح السياسي في العالم العربي ما زالت مطروحة بشكل كبير، والخطير فيها أن أنظمة الحكم الثرية كالكويت والسعودية وسائر الدول النفطية تحاول أن تلتف على هذه القضية بطريقة السخاء المنقطع النظير، وكأنهم يشترون العروش من شعوبهم، وهذا من منطلق «أطعم الفم تستحي العين» كما يقولون بالمصري، خاصة وأن فائضات النفط مكدسة في خزائن تلك الدول مما يسهل من مهمتها في الالتفاف على الثورات.

وأتساءل وأظل أتساءل: هل القضية في ملء البطون أم في تردي أوضاعنا السياسية، وتراكمات الكبت، والفساد، والاستبداد، وغياب الشفافية والعدالة الاجتماعية والرقابة الحقيقة على ثروات الأمة.

- هل من المعقول أن أسرة واحدة بها آلاف الأمراء والأميرات يجثمون على صدور شعب كبير مثل السعودية أو الإمارات ... ويتلاعبون بمقدراته وثرواته دون حسيب ولا رقيب.

- وهل من المعقول أن تنظم دولة صغير مثل الإمارات وقطر مسابقات دولية في الفروسية والجولف والتنس .. وكل من يحصد جوائزها كافة «أجانب»، كل هذا من أجل الظهور بمظهر متأنق وحضاري أمام المجتمع الدولي.

- وهل من المعقول أن تصرف آلاف المليارات لتنظيم دورة كأس العالم في كرة القدم في قطر بملاعب مكيفة وترف منقطع النظير في نفس الوقت الذي تبيت آلاف الأسر في غزة بالعراء وتسيل فيه دماء الأبرياء في القدس وأفغانستان وباكستان وغيرها من المناطق الساخنة في العالم والتي جلها وللأسف إسلامية.  

- وهل يعقل أن تظل منطقة الشرق الإسلامي أكبر منطقة مستوردة للسلاح ويا ليته لتحرير الأقصى وفك حصار الجوعى في غزة ولكنه لتشغيل مصانع السلاح الغربية وتدعيم الملف الأمني لقهر الشعوب الطواقة لعبق الحرية.

- هل من المعقول يا «أبا متعب» أن تشتري المملكة بـ 48 مليار دولار طائرات حربية في الفترة الأخيرة، وعندما أرادت الأمة العربية كافة تنفيذ حظر جوي على الطاغية القذافي الذي يذبح شعبه، كان هذا العمل من نصيب مجلس الأمن والدول الغربية في غياب الجيوش العربية المغوارة والتي اكتفى الزعماء العرب الأشاوس في هذا الأمر بإحالة القضية لمجلس الأمن.

- هل من المعقول يا أبا متعب أن تجند قلادة الملك عبد العزيز الذهبية لتكريم القادة الغربيين الذين امتصوا أموالنا ودمائنا على أعين العالم أجمع.

- هل من المعقول أن تفشل كل السياسات العربية طيلة عقود وعقود في اجتثاث الورم الإسرائيلي السرطاني من جسد الأمة.

.. هل من المعقول والمعقول والمعقول حتى صار لا معقول في كل تصرفاتكم!!

 

يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ... شعوبكم تتساءل:

- لماذا لا نكون دولة مثل اليابان أو ألمانيا أو حتى ماليزيا رغم توفر الثروات البشرية والموارد المالية والجامعات المتراكمة في أنحاء دولكم وممالككم؟

- ما هو سر الفجوة التكنولوجية الجبارة بيننا وبين الغرب والتي تتسع كل يوم من أيام حكمكم لنا، رغم الخطط التنموية والسياسات الرشيدة التي تتشدقون بها؟

- لماذا يحركنا الغرب ويستعمرنا اقتصاديا وعلميا وسياسيا؟

دعوني أكون صريحا معكم، في أنها إجابة واحدة بالإجماع الحقيقي لكل عقلاء الأمة، لا إجماع وهمي كما في انتخاباتكم المزورة ... العقبة الوحيدة هي «أنتم»!!

نعم أنتم!!

أنتم تتعاملون معنا وكأننا أصحاب بطون لا أصحاب عقول وحقوق.

أنتم تتعاملون معنا وكأننا جمادات ملك لكم لا شعوب لها مصير وضمير.

 

عموما هذه المنح السخية من الملك المفدى كانت في غير موضعها، ولن ترضي شرفاء الأمة والطامحين لحريتها واستقلاليتها وشفافيتها.

الطامحين للتغيير الشامل لا الجزئي، والعميق لا السطحي، والجذري لا الفوقي، والمستقر لا الوقتي، والمنضبط لا الفوضوي، والمتدرج قطريا إلى العالمية.

 

فتاوى هيئة كبار العلماء لن تنفعكم يا أصحاب العروش والكروش

ولا أموالكم ستنجح في شراء الذمم الأبية

لا حل إلا أن تقفوا على الداء الحقيق وتتخذوا له دواء، ولا دواء أنجع وأسرع من رحيلكم من فوق صدورنا

وإن فرج الله تعالى قريب  

  

 

    د/ خالد سعد النجار


alnaggar66@hotmail.com

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق