الجمعة، 26 أبريل 2013

( الصبر ) في أحاديثه صلى الله عليه وسلم


بسم الله الرحمن الرحيم

 

·        ( الصبر ضياء )

صحيح /الترغيب والترهيب للمنذري  189

فعن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: إسباغ الوضوء شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: (الصبر ضياء) أي لا يزال صاحبه مستضيئاً بنور الحق على سلوك سبيل الهداية والتوفيق، ليتحلى بضياء المعارف والتحقيق، فيظفر بمطلوبه ويفوز بمرغوبه. وخص الصلاة بالنور، والصبر بالضياء مع أن الضياء أعظم بشهادة قوله تعالى:{هو الذي جعل لكم الشمس ضياء والقمر نوراً} [يونس:5] لأن الصبر أساس جميع الأعمال، ولولاه لم تكن صلاة ولا غيرها.

 

·        (الصبر نصف الإيمان)

حسن / العراقي في تخريج الإحياء 1/310

قال عبد الله: الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله. وقال عمر رضي الله عنه: وجدنا خير عيشنا الصبر. وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:{ ادفع بالتي هي أحسن } [المؤمنون:96] قال:الصبر عند الغضب، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا عصمهم الله وخضع لهم عدوهم.

 

·       (أفضل الإيمان الصبر والسماحة)

صحيح / مسند الفردوس للديلمي1/1/128

وذلك لأن حبس النفس عن شهواتها وقطعها عن لذاتها ومألوفاتها تعذيب لها في رضا اللّه، وذلك من أعلى خصال الإيمان، وبذل المال وغيره من المقتنيات مشق صعب إلا على من وثق بما عند اللّه واعتقد أن ما أنفقه هو الباقي، فالجود ثقة بالمعبود من أعظم خصال الإيمان.  

 

·   قيل يا رسول الله أي الإيمان أفضل ؟ قال: (الصبر والسماحة)، قيل فأي المؤمنين أكمل إيمانا ؟ قال: (أحسنهم خلقا)

رجالة ثقات / الإيمان لابن أبي شيبة  43

وحقيقة الصبر أن يجاهد نفسه على صدق العزيمة والصبر على مشاق الدعوة إلى اللّه وأذى الخلق وتحمل ذلك كله للّه وحده.

 

·        (الصبر مفتاح الفرج, والزهد غنى الأبد)

حسن لغيره / مختصر المقاصد للزرقاني 575

 

·        (النصر مع الصبر)

حسن جيد / ابن رجب في جامع العلوم والحكم1/459

فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا غلام – أو يا غليم - ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟ فقلت: بلى، فقال: ( احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، قد جف القلم بما هو كائن، فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، واعلم أن في الصبر على ما تكرهه خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا).

 

·    (التسبيح نصف الميزان، والحمد لله يملؤه، والتكبير يملأ ما بين السماء والأرض، والصوم نصف الصبر، والطهور نصف الإيمان  )

حسن / الترمذي 3519

(والصوم نصف الصبر) لأن الصبر حبس النفس عن إجابة داعي الشهوة والغضب، فالنفس تشتهي الشيء لمحصول اللذة بإدراكه، وتغضب لفوته، وتنفر لنفرتها من المؤلم، والصوم صبر عن مقتضى الشهوة فقط، وهي شهوة البطن والفرج دون مقتضى الغضب، لكن من كمال الصوم حبس النفس عنهما، وبه تمسك من فضل الصبر على الشكر.

 

·       (صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر)

رجاله رجال الصحيح / المنذري في الترغيب 2/134

أي حقده أو غيظه أو نفاقه - بحيث لا يبقى في القلب رين - أو العداوة أو أشد الغضب، قال بعضهم: وإنما شرع الصوم كسراً لشهوات النفوس، وقطعاً لأسباب الاسترقاق والتعبد للأشياء، فإنهم لو داموا على أغراضهم لاستعبدتهم الأشياء وقطعتهم عن اللّه، والصوم بقطع أسباب التعبد لغيره، ويورث الحرية من الرق للمشتهيات، لأن المراد من الحرية أن يملك الأشياء ولا تملكه، لأنه خليفة اللّه في ملكه فإذا ملكته فقد قلب الحكمة وصير الفاضل مفضولاً والأعلى أسفل {أغير اللّه أبغيكم إلهاً وهو فضلكم على العالمين}[الأعراف:140] والهوى إله معبود، والصوم يورث قطع أسباب التعبد لغيره.

 

·       ( شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر )

صحيح / الجامع الصغير للسيوطي  3718

 

·       (ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر)

البخاري1469

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه إن ناسا من الأنصار، سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفذ ما عنده، فقال: (ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر).

 

·       (إذا أحب الله قوما ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع)

صحيح / الهيتمي في الزواجر 1/164

فإن لم يصبر على البلاء لا يثاب، فيفوته حظه من الدنيا والآخرة وأي بلاء أعظم من ذلك.

 

·       ( إن المعونة تأتي من الله على قدر المؤنة، وإن الصبر يأتي من الله على قدر البلاء)

صحيح / البزار في مسنده ص 156

عن ابن عباس قال: نزلت {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} [الأنفال:65] فشق ذلك على المسلمين حين فرض الله عليهم أن لا يفر واحد من عشرة، ثم إنه جاء تخفيف فقال: {الآن خفف الله عنكم... } إلى قوله: {يغلبوا مائتين} [الأنفال:66] قال فلما خفف الله تعالى عنهم من العدة، نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم.

 

·       ( فلتصبر ولتحتسب )

البخاري 1284

أرسلت ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه: إن ابنا لي قبض فائتنا، فأرسل يقرىء السلام، ويقول: (إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب). فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها، فقام ومعه:سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ورجال، فرفع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصبي ونفسه تتقعقع كأنها شن، ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله، ما هذا ؟ فقال: (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء).

 

·        (إنما الصبر عند الصدمة الأولى)

البخاري 1283

وفي الحديث قصة: مر النبي -صلى الله عليه وسلم-  بامرأة تبكي عند قبر، فقال: (اتقي الله واصبري) قالت:إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتت باب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلم تجد عنده بوابين، فقالت:لم أعرفك، فقال: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى).

 

·   ( خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربع مئة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن ينهزم اثنا عشر ألفا من قلة، إذا صبروا وصدقوا )

حسن غريب / معجم الشيوخ لابن عساكر2/1216

 

·        ( اذهب فاصبر )

صحيح / أبي داود 5152

جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يشكو جاره، فقال: (اذهب فاصبر) فأتاه مرتين أو ثلاثا فقال: (اذهب فاطرح متاعك في الطريق). فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه: فعل الله به، وفعل، وفعل، فجاء إليه جاره فقال له: ارجع لا ترى مني شيئا تكرهه.

 

·       ( إن من ورائكم أياما الصبر فيهن كالقبض على الجمر)

صحيح / الطحاوي مشكل الآثار 3/212

عن أبي أمية الشعباني أنه قال لأبي ثعلبة الخشني: كيف تصنع بهذه الآية؟ قال: أية آية ؟ قلت: قوله { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنها فقال: ( بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودع العوام، فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن كالقبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم ).

 

·   ( اصبر أبا سعيد! فإن الفقر إلى من يحبني منكم أسرع من السيل على أعلى الوادي، ومن أعلى الجبل إلى أسفله )

صحيح/ أحمد 3/42

لأن حبه -صلى الله عليه وسلم- يستلزم إتباع هدية في التقلل من الدنيا والرغبة عنها.

 

·       ( اصبر يا أبا ذر )

صحيح / دلائل النبوة 538

فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: ركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمارا وأردفني خلفه ثم قال: (يا أبا ذر، أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد حتى لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك؟) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: (تعفف). قال: (يا أبا ذر، أرأيت إن أصاب الناس موت شديد حتى يكون البيت بالعبد، كيف تصنع؟) قال: الله ورسوله أعلم. قال: (اصبر. يا أبا ذر، أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا حتى تغرق حجارة الزيت في الدماء، كيف تصنع؟) قال: الله ورسوله أعلم. قال: (اقعد في بيتك، وأغلق عليك بابك). قال: أرأيت إن لم أترك؟ قال: (ائت من أنت منه، فكن فيهم). قال: فآخذ سلاحي؟ قال: (إذا تشاركهم. ولكن إن خشيت أن يروعك شعاع السيف فأطلق طرف ردائك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه).

 

·       ( صبرا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة )

حسن صحيح / فقه السيرة 103

 

·          ( اصبروا وابشروا )

إسناده جيد / المنذري في الترغيب 2/211

وللحديث قصة: غلا السعر بالمدينة، فاشتد الجهد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( اصبروا وابشروا، فإني قد باركت على صاعكم ومدكم، وكلوا ولا تتفرقوا فإن طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الخمسة والستة، وإن البركة في الجماعة، فمن صبر على لأوائها وشدتها كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة، ومن خرج عنها رغبة عما فيها أبدل الله به من هو خير منه فيها، ومن أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء).

 

·   عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة، وقال لهم: (اصبروا حتى تلقوا الله ورسوله، فإني على الحوض)

البخاري 7441

 

·   أتينا أنس بن مالك، فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج، فقال: اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم -صلى الله عليه وسلم-            

البخاري 7068

 


د/ خالد سعد النجار


alnaggar66@hotmail.com

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق