الاثنين، 25 فبراير 2013

لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ


عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ قَالَ يَتَعَرَّضُ مِنْ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ ) .
رواه الترمذي (2254) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

الجمعة، 22 فبراير 2013

الرياء سارق الحسنات



 عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال:

خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نتذاكر المسيح الدجال، فقال: ( ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ ) فقلنا: بلى يا رسول الله. قال: ( الشرك الخفي، أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل) (1)

 

الرياء قناع خداع يحجب وجها كالحا ونفسا لئيمة وقلبا صدئا صلدا، والرياء طلاء رقيق يخفي سوءات بعضها فوق بعض، والرياء زيف كاسد في سوق تجارة.

قال وهب بن منبه: من طلب الدنيا بعمل الآخرة نكس الله قلبه وكتب اسمه في ديوان أهل النار.

وقال أبو العالية: قال لي أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-: لا تعمل لغير الله فيكلك الله إلى من عملت له.

وقال: أدركت ثلاثين من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-  كلهم يخاف على نفسه من النفاق.

وقال الربيع بن خثيم: كل ما لا يبتغى به وجه الله يضمحل.

وقال: السرائر السرائر اللاتي تخفين من الناس وهن لله تعالى بواد التمسوا دواءهن.

ومن علم شدة حاجته إلى صافي الحسنات غدا في يوم القيامة غلب على قلبه حذر الرياء وتصحيح الإخلاص بعمله حتى يوافي الله تعالى يوم القيامة بالخالص المقبول، إذ علم أنه لا يخلص إلى الله جل ثناؤه إلا ما خلص منه ولا يقبل يوم القيامة إلا ما كان صافيا لوجهه لا تشوبه إرادة شيء بغيره. (2)

قال أبو عبد الله الأنطاكي: من طلب الإخلاص في أعماله الظاهرة وهو يلاحظ الخلق بقلبه فقد رام المحال لأن الإخلاص ماء القلب الذي به حياته والرياء يميته.

وكتب يوسف بن أسباط إلى حذيفة: إن لنا ولك من الله مقاما يسألنا فيه عن الرمق الخفي وعن الخليل الجافي، ولست آمن أن يكون فيما يسألني ويسألك عنه وساوس الصدور ولحاظ الأعين وإصغاء الأسماع، اعلم أن مما يوصف به منافقوا هذه الأمة أنهم خالطوا أهل الدين بأبدانهم وفارقوهم بأهوائهم ولم ينتهوا عن خبيث أفعالهم، كثرت أعمالهم بلا تصحيح فأحرمهم الله الثمن الربيح.

والرياء مشتق من الرؤية، وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس برؤيتهم خصال الخير ويجمعه خمسة أقسام وهي جوامع ما يتزين به العبد للناس:

1. الرياء بالبدن: ويكون بإظهار النحول والصفار ليوهم بذلك شدة الاجتهاد في العبادة، وعظم الحزن على أمر الدين، وغلبة خوف الآخرة، قال الربيع بن خثيم: لا يغرنك كثرة ثناء الناس من نفسك فإنه خالص إليك عملك. وقال يحيى بن معاذ: لا تجعل الزهد حرفتك لتكتسب به الدنيا ولكن اجعله عبادتك لتنال الآخرة وإذا شكرك أبناء الدنيا ومدحوك فاصرف أمرهم على الخرافات.

2. الرياء بالهيئة والزى: بتشعيث شعر الرأس وإطراق الرأس في المشي والهدوء في الحركة وإبقاء أثر السجود على الوجه وتحري لبس الثياب الخشنة أو لبس المرقعات، فعن محمد بن عبد الله الحذاء قال: وقفنا للفضيل بن عياض على باب المسجد ونحن شباب علينا الصوف، فخرج علينا، فلما رآنا قال: وددت أني لم أركم ولم تروني، أتروني سلمت منكم أن أكون ترسا لكم حيث رآيتكم وتراءيتم لي! لأن أحلف عشرا أني مراء وأني مخادع أحب إلي من أن أحلف أني لست كذلك.

3. الرياء بالقول: كرياء أهل الدين بالوعظ والتذكير والنطق بالحكمة وحفظ الأخبار لاستعمالها في المحاورة وإظهارا لغزارة العلم وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس وإظهار الغضب للمنكرات والأسف على مقارفة الناس للمعاصي، وفي ذلك يقول مطرف رحمة الله عليه: إن أقبح ما طلبت به الدنيا عمل الآخرة.

4.   الرياء بالعمل كمراءاة المصلي بطول القيام والركوع والسجود وكذلك بالصوم والغزو والحج والصدقة. 

5. الرياء بالأصحاب والزائرين كالذي يتكلف أن يستزير عالما أو عابدا ليقال إن فلانا قد زار فلانا  وكالذي يكثر زيارة الشيوخ ليرى أنه لقي شيوخا كثيرة واستفاد منهم ويتباهى بشيوخه عند المخاصمة.

وأصل الرياء حب الجاه، والجاه هو قيام المنزلة في قلوب الناس، وهو اعتقاد القلوب نعتا من نعوت الكمال في هذا الشخص إما لعلم أو عبادة أو نسب أو قوة أو حسن منظر أو غير ذلك مما يعتقده الناس كمالا، فبقدر ما يعتقدون له من ذلك تذعن قلوبهم لطاعته ومدحه وخدمته وتوقيره.

ومن غلب على قلبه حب هذا صار مقصور الهم على مراعاة الخلق مشغوفا بالتردد إليهم والمراءاة لهم ولا يزال في أقواله وأفعاله ملتفتا إلى ما يعظم منزلته لديهم، وذلك بذر النفاق وأصل الفساد، لأن من طلب هذه المنزلة في قلوب العباد اضطر أن ينافقهم بإظهار ما هو خال عنه ويجر إلى المراءاة بالعبادات واقتحام المحظورات والتوصل إلى اقتناص القلوب.

وهذا باب غامض لا يعرفه إلا العلماء بالله العارفون به المحبون له وإذا فصل رجع إلى ثلاثة أصول:

حب لذة الحمد، الفرار من الذم، الطمع فيما في أيدي الناس

كتب خالد بن صفوان إلى عمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين إن أقواما غرهم ستر الله وفتنهم حسن الثناء فلا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك أعاذنا الله وإياك أن نكون بالستر مغرورين وبثناء الناس مسرورين وعما افترض الله علينا متخلفين ومقصرين وإلى الأهواء مائلين. فبكى عمر ثم قال: أعاذنا الله وإياك من إتباع الهوى

الرياء الجلي والخفي

فالرياء الجلي: هو الذي يبعث على العمل ويحمل عليه، أما الرياء الخفي: فهو الذي لا يحمل على العمل بمجرده إلا أنه يخفف مشقة العمل على النفس كالذي يعتاد التهجد كل ليلة ويثقل عليه فإذا نزل عنده ضيف تنشط للقيام وخف عليه، ومن الرياء الخفي كذلك أن يخفي العبد طاعته ولكنه مع ذلك إذا رأي الناس أحب أن يبدءوه بالسلام وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير وأن يثنوا عليه وأن ينشطوا في قضاء حوائجه وأن يسامحوه في البيع والشراء وأن يوسعوا له في المكان فإن قصر مقصر ثقل ذلك على قلبه كأنه يتقاضى الاحترام على الطاعة التي أخفاها، ومن الرياء الخفي أن الإنسان يذم نفسه بين الناس يريد بذلك أن يرى أنه متواضع عند نفسه فيرتفع بذلك عندهم ويمدحونه به.

قال مطرف ابن عبد الله:  كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ كأنك تريد بذمها زينتها وذلك عند الله سفه.

وقال الحسن البصري: من ذم نفسه في الملأ فقد مدحها وذلك من علامات الرياء.

 


الهوامش والمصادر


(1) حديث حسن رواه ابن ماجة ـ كتاب الزهد 4194 والبيهقي، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم 27       (2) الرعاية لحقوق الله ــ المحاسبي ص 155

·          حديث الإخلاص   د/ سيد العفاني    دار العفاني ــ مصر

·          إحياء علوم الدين   الإمام الغزالي   ط دار الحديث

 


 د/ خالد سعد النجار


alnaggar66@hotmail.com

 

 

الرياضة ومليارات العرب النفطية



لسنا من أعداء الرياضة التي تعني الرشاقة واللياقة والصحة والعافية، خاصة وأن رفاهية العصر الحديث أصابت أجسامنا بالترهل وأبداننا بالعلل في ظل غياب الحركة التي باتت مطلبا ملحا للجميع.

هذا الحديث بالطبع يشمل الممارسين للرياضة لا المشاهدين لها كما هي عادتنا الغالبة في عالمنا العربي!! لكن الأعجب من مسألة المشاهدة دون الممارسة، هذا الكم الرهيب من الأموال التي تنفق من قادة ووجهاء العرب –خاصة الخليجيين- على مهرجانات رياضية لاحظ لهم فيها إلا التفاخر والتباهي بينما يحصد الرياضيون الأجانب كل المكاسب الفلكية على مرأى ومسمع من المشاهد العربي المتأزمة أحواله بداية من محاصري غزة ومرورا بأهلنا بالعراق وسوريا وانتهاء بالآلاف من ساكني المقابر في وسط قاهرة المعز، ولا يفوتني جوعا الصومال ومشردي أفغانستان ... والقائمة تطول.

ويكاد يطير عقلك دهشا وعجبا وأنت تتابع بعض أخبار البانورامات الرياضية العربية وقد أنفقت فيها الأموال المكدسة وحظنا منها التصفيق والتهليل، حيث اللاعبون كلهم من ذوي المهارات الأجنبية، الذين أحسنوا استثمار مواهبهم وجهودهم في حصد الملايين من جيوب العرب السذج المهووسين بفخر الجاهلية العربية القديم.

فعلى أحد المواقع الإلكترونية الرياضية تطالع الخبر التالي: بدأت فعاليات كأس (مكتوم الإماراتي) للتحدي للخيول العربية الأصيلة والخيول المهجنة الأصيلة، ويتنافس خلاله 14 خيلاً في الجولة الأولى والتي يبلغ مجموع جوائزها 55 ألف دولار. ويتوقع أن يشهد الشوط صراعاً شرساً بين الفرس «إيه اف الغبرا» لخالد خليفة النابودة بقيادة [ريتشارد مولين] بإشراف [جوليان دوفيلد] والفرس «كندار دو فالجاس» لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم بقيادة الفارس [ريتشارد هيلز] وإشراف [دوغ واتسون]. ويتصدر الفرس «باريس جاجنر» لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم المشاركين في الشوط بقيادة الفارس [تاغ أوشى]. وأقوى المرشحين للقب الفرس «تيوريتكاللي» لأسطبل عذبة بقيادة الفارس [واين سميث]. وآخر مشاركاته يوم 2 أكتوبر الماضي في مضمار لونشامب بفرنسا حيث حل في المركز الثامن خلف الفرس «أريج» إلى جانب الفرس «صاحب دو كلوز» لفيصل الرحماني بقيادة [رويستون فرنش] والفرس «داريا» لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بقيادة [تيد دوركان] والفرس «فريفولوس» لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بقيادة الفارس [ميركو ديمورو] والفرس «البر لوتوا» لعلي الحداد بقيادة الفارس [اوليفيه بيلييه].

فلو كان فرسان هذه الخيول من العرب لهان الخطب، خاصة وأن الفروسية فن عربي أصيل، ورياضة راقية، بل كنت أتمنى على الأقل أن تكون مجموعة الفرسان سالفة الذكر خليط من العرب والأجانب حتى نقول إنها المنافسات والاستفادات من الخبرات الأجنبية عن طريق المشاركة والاحتكاك المباشر.. لكن للأسف وبكل أسى نلحظ الفشل العربي متوغلا حتى النخاع، إلا أنه يرافقه في هذه المرة نوعا من الهبل والخبل في إنفاق النخبة ثروات الأمة النفطية المستأمنين عليها من قبل شعوبهم.

وفي زمن الإنجازات العربية الزائفة تطالع الخبر التالي عن السباق الأغنى في العالم الذي تبلغ إجمالي جوائزه المالية 27.25 مليون دولار: فاز الحصان «مونتروسو لجودلفين» ببطولة كأس دبي العالمي في نسخته السابعة عشرة، وقد تلقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله التهاني والتبريكات بهذا الفوز الكبير!! لخيول الإمارات من الشيوخ والحضور الذين باركوا لسموه هذا الانجاز العالمي الذي تحقق لخيول الإمارات!!. وقد فاز الحصان بالجائزة الأولى وقدرها 6 ملايين دولار أميركي!!. وقال سموه: «إنها ليلة فرح عشناها وعاشها معنا أكثر من ثلاثة وستين ألف متفرج هنا على أرض ميدان، إضافة إلى عشرات ملايين المشاهدين عبر شاشات التلفزة العالمية، ما يعد مبعث فخر لنا ولكل شعب الإمارات العزيز»!!.

وحدث ولا حرج عن (دورة أبو ظبي للتنس) حيث تأهل الصربي [نوفاك ديوكوفيتش] المصنف أول عالميا إلى نهائي دورة أبو ظبي الاستعراضية للتنس بعدما سحق السويسري [روجيه فيدرر] في الدور نصف النهائي. ويلتقي [ديوكوفيتش] في النهائي مع الإسباني [ديفد فيرر] الفائز على مواطنه [رافايل نادال]. ويلعب أيضا [نادال] مع [فيدرر] لتحديد صاحب المركز الثالث. وكانت مباراتا الدور الأول التي أعفي [نادال وفيدرر] من خوضها، شهدت الخميس فوز [ديوكوفيتش] على الفرنسي [غايل مونفيس]، و[فيرر] على الفرنسي [جو ويلفريد تسونغا] .. يذكر أن هذه البطولة الإماراتية يحصل الفائز فيها على 250 ألف دولار، كما يُذكر أن اللاعب [فيدرر] يحمل الرقم القياسي بعدد الألقاب في دبي برصيد أربعة ألقاب أعوام 2003 و2004 و2005 و2007، وكان خسر أيضاً نهائي 2006 أمام [نادال]. وعلى نفس الدرب سار القطريون في بطولة (قطر إكسون موبيل) المفتوحة التي تبلغ قيمة جوائزها 1.49مليون دولار، يحصل منها الفائز باللقب على 183 ألف دولار و250 نقطة في الترتيب العالمي، وصاحب المركز الثاني على 96 ألف دولار و150 نقطة، وحصد جوائزها تقريبا نفس الحاضرون بدورة أبو ظبي من نجوم التنس العالميين.

لقد غابت الأسماء العربية في ظل حالة الترهل العربي والتفوق الرائع للمهارات العالمية، وكما يقول المصريون: «مولد وصاحبه غائب» لكن مع الفارق أن أصحاب المولد من الأشاوس العرب حاضرون بدراهمهم ودنانيرهم، حيث يصفق لهم بالأيدي ويشار لهم بالبنان في صناعة مجد زائف لا ناقة لهم فيه ولا جمل إلا الإنفاق من فوائض ميزانيات النفط الذي يوشك أن ينضب ويعودوا لركوب الناقة وأكل التمر وسكنى الخيام، وحينها سينفض الناس من حولهم، ولا يبقى لهم إلا أحاديث الذكريات.

كما أن الفساد المتغلغل في الأفق العربي باقتدار ربما كان هو دورنا الفاعل في عالم الرياضة العربي، فبسبب الفساد المالي في البحرين أفادت التقارير أن حلبة البحرين الدولية -التي تستضيف سباقات الفورمولا 1 سنويا- تكبدت خسائر مالية متراكمة وصلت إلى 86.8 مليون دينار (الدينار البحريني يساوي 2.6 دولار أميركي) الأمر الذي أدى إلى تآكل رأس مال الحلبة البالغ 75 مليون دينار.

أليس أولى بقادة وأثرياء العرب أن ينفقوا هذه الملايين على تدعيم البرامج الرياضية المحلية لتخريج أبطال عرب يضارعون المستويات العالمية؟ أليس أولى بقادة العرب أن يعملوا لأممهم لا لشخوصهم ورغباتهم ونزواتهم؟ أليس أولى بدولة قطر التي دفعت ربع مليار دولار في لوحة فنية تعود للقرن الماضي تمهيدا لأن تصبح مقرا للثقافة العالمية .. أولى بها أن تضخ هذه الملايين في «البحث العلمي العربي» لصنع إنجازات من عقول وسواعد أبنائها، علما بأنه أعلى سعر دفع في عمل فني معاصر، ويذكر أن هذه اللوحة للفنان الفرنسي [بول سيزان] لأناس يلعبون القمار!! الذي هو ضد تقاليدنا وديننا. 

رحم الله الشاعر محمد إقبال الذي قال: «الرجل القوي يكوّن البيئة المحيطة، والرجل الضعيف يؤقلم نفسه معها» فاللهم هب لنا قادة كبار يكونون لأمتنا العربية واقعا جميلا، ويرسمون معالم حضارتنا المعاصرة، ويبقى الواحد منهم علماً حقيقيا لأبناء شعبه.

 


د/ خالد سعد النجار


alnaggar66@hotmail.com

     

همسات للنـفــس



·   يا نفس، إذا كانت الهداية إلى الله مصروفة، والاستقامة على مشيئته موقوفة، والعاقبة مغيبة، والإرادة غير مغالبة، فلا تعجبي بإيمانك وعملك وصلاتك وصومك وجميع قربك، فإن ذلك وإن كان من كسبك فإنه من خلق ربك وفضله الدار عليك وخيره، فمهما افتخرت بذلك كنت كالمفتخرة بمتاع غيرها وربما سُلب عنك فعاد قلبك من الخير أخلى من جوف البعير، فكم من روضة أمست وزهرها يانع عميم فأصبحت وزهرها يابس هشيم، إذ هبت عليها الريح العقيم، كذلك العبد يمسي وقلبه بطاعة الله مشرق سليم فيصبح وهو بمعصية الله مظلم سقيم، ذلك فعل العزيز الحليم الخلاق العليم.

·   يا نفس، مالك من صبر على النار، نوم بالليل وباطل بالنهار وترجين أن تدخلي الجنة هيهات هيهات، متى العمل فاستيقظي يا نفس ويحك، واحذري حذرا يهيج عبرتي ونحيبي، وتجهزي بجهاز تبلغين به شاطئ الأمان، فلم ينل المطيعون ما نالوا من حلول الجنان ورضا الرحمن إلا بتعب الأبدان، والقيام لله بحقه في المنشط والمكره.

· يا نفس، ما أصعب الانتقال من البصر إلى العمى، وأصعب منه الضلالة بعد الهدى، والمعصية بعد التقى، كم من وجوه خاشعة وقعت على قصص أعمالها عاملة ناصبة تصلى نارا حامية، وكم من شارف مركبه ساحل النجاة فلما هم أن يُرتقي لعب به موج فغرق الخلق كلهم تحت هذا الخطر، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ما العجب ممن هلك كيف هلك إنما العجب ممن نجا كيف نجا.

· يا نفس، كيف يوفق لحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطا؟! فبعيد من قلبه بعيد من الله تعالى، غافل عنه متعبد لهواه أسير لشهواته، لسانه يابس عن ذكره، وجوارحه معطلة عن طاعته مشتغلة بمعصيته فبعيد عن هذا أن يوفق للخاتمة بالحسنى.

· يا نفس، أما الورعون فقد جدوا، وأما الخائفون فقد استعدوا، وأما الصالحون فقد فرحوا وراحوا وأما الواعظون فقد نصحوا وصاحوا، العلم لا يحصل إلا بالنصب والمال لا يجمع إلا بالتعب، فإن حرصت على الخلاص فاعلمي أنه من عزم بادر ومن هم ثابر، ولا ينال العز والمفاخر من كان في الصف الآخر. 

· يا نفس، بادري بالأوقات قبل انصرامها واجتهدي في حراسة ليالي الحياة وأيامها، فكأنك بالقبور وقد تشققت وبالأمور وقد تحققت وبوجوه المتقين وقد أشرقت وبرؤوس العصاة وقد أطرقت قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} [السجدة:12]

·  يا نفس، أما لك في الصالحين أسوة:

- كان عامر بن عبد الله بن قيس التابعي قد جعل عليه كل يوم ألف ركعة فلا ينصرف منها إلا وقد انتفخت قدماه وساقاه ثم يقول لنفسه: «يا نفس، بهذا أمرت ولهذا خلقت يوشك أن يذهب العناء، يا نفس إنما أريد إكرامك غدا، والله لأعملن بك عملا حتى لا يأخذ بالحق منك نصيب، قومي يا مأوى كل سوء فوعزة ربك لأزحفن بك زحف البعير، ولئن استطعت أن لا يمس الأرض من زهمك لأفعلن، ثم يتلوى كما تتلوى الحية على المقلى، ثم يقوم فينادى: اللهم إن النار قد منعتني من النوم فاغفر لي».

- وكان زياد بن زياد مولى ابن عياش يخاصم نفسه في المسجد فيقول: «اجلسي، تريدين الخروج؟ أين تذهبين؟ أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد، انظري إلى ما فيه. تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان ودار فلان، ما لك من الطعام يا نفس إلا هذا الخبز والزيت، وما لك من الثياب إلا هذين الثوبين، وما لك من النساء إلا هذه العجوز».

- وقال الجنيد: أرقت ليلة وفقدت حلاوة وردي ثم اضطجعت لأنام فتمايلت حيطان البيت وكاد السقف أن يسقط فخرجت فإذا برجل ملتف بعباءة مطروح في الطريق، فقال إلي الساعة، قلت موعد قال: بلى، سألت محرك القلوب أن يحرك قلبك، قلت قد فعل، قال متى يصير داء النفس دواءها، قلت إذا خالف هواها، قال: يا نفس اسمعي أجبتك به مرات فأبيت إلا أن تسمعيه من الجنيد ثم انصرف.

- وقال إبراهيم التيمي: مثلت نفسي في النار أعالج أغلالها وسمومها، آكل من المثخن وأشرب من زمهريرها: فقلت: يا نفس إيش تشتهين؟ قالت: ارجع إلى الدنيا فاعمل عملا أنجو به من هذا العقاب، ومثلت نفسي في الجنة مع حورها، ألبس من سندسها وإستبرقها وحريرها، قلت: يا نفس إيش تشتهين؟ قالت: أرجع إلى الدنيا فاعمل عملا ازداد فيه من هذا الثواب، قلت: فأنت في الدنيا وفي الأمنية فاعملي».

- وكان معروف الكرخي يضرب نفسه ويقول: «يا نفس، كم تبكين، أخلصي وتخلصي».   

- وقال عبد الرحمن بن مهدي: أدركت امرأة لا أقدم عليها رجلا ولا امرأة ممن أدركت، كانت إذا أصبحت قالت: يا نفس هذا اليوم ساعديني يومي هذا فلعلك لا ترين بياض يوم أبدا، وإذا أمست قالت: يا نفس هذه الليلة ساعديني ليلتي هذه فلعلك لا ترين ظلمة ليلة أبدا، فما زالت تخدع وتدفع يومها بليلتها وليلتها بنهارها حتى ماتت على ذلك.

- وعن مسمع بن عاصم المسمعي قال كانت بالبحرين امرأة عابدة يقال لها «منيفة» فكانت إذا هجم الليل عليها، قالت: بخ بخ يا نفس، قد جاء سرور المؤمن، فتتحزم وتلبس وتقوم إلى محرابها فكأنها الجذع القائم حتى تصبح، فإذا أصبحت وأمكنت الصلاة فإنما هي في صلاة حتى ينادي بالعصر فإذا صلت العصر هجعت إلى غروب الشمس، فكان هذا دأبها، فقيل لها: لو جعلت هذه النومة في الليل كان أهدأ لبدنك. فقالت: لا والله لا أنام في ظلمة الليل ما دمت في الدنيا، فمكثت كذلك أربعين سنة.

وكيف تحب أن تدعى حكيما     وأنت لكل ما تهوى ركوب

وتضحك دائما ظهرا لـبطن       وتذكر ما عملت فلا تتوب

 

د/ خالد سعد النجار


alnaggar66@hotmail.com

 

 

( الخير ) في أحاديثه صلى الله عليه وسلم



·       ( والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير)

صحيح الجامع 7085

 

·    (يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة )

البخاري 7410

 

·     ( من يحرم الرفق يحرم الخير )

مسلم 2092

 

·       ( تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم، قالوا: أعملت من الخير شيئا؟ قال: كنت آمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجاوزوا عن الموسر، قال: قال الله عز وجل: فتجاوزوا عنه)

البخاري 2077

 

·    ( أسلمت على ما أسلفت لك من الخير  )

مسلم 123

عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: يا رسول الله! أشياء كنت أفعلها في الجاهلية. [ قال هشام: يعني أتبرر بها ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أسلمت على ما أسلفت لك من الخير» قلت: فوالله! لا أدع شيئا صنعته في الجاهلية إلا فعلت في الإسلام مثله. وفي رواية: أن حكيم بن حزام أعتق في الجاهلية مائة رقبة. وحمل على مائة بعير. ثم أعتق في الإسلام مائة رقبة. وحمل على مائة بعير.

 

·    (أما هذا فقد ملأ يده من الخير)

حسن / أبو داود 832

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا فعلمني ما يجزئني منه قال: ( قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) قال يا رسول الله هذا لله عز وجل فما لي قال: ( قل: اللهم ارحمني وارزقني وعافني واهدني ) فلما قام قال هكذا بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( أما هذا فقد ملأ يده من الخير )

 

·      (من قال حين ينصرف من صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير، عشر مرات أعطي بهن سبعا: كتب الله له بهن عشر حسنات، ومحا عنه بهن عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، وكن له عدل عشر نسمات، وكن له حفظا من الشيطان وحرزا من المكروه، ولم يلحقه في ذلك اليوم ذنب إلا الشرك بالله، ومن قالهن حين ينصرف من صلاة المغرب أعطي مثل ليلته )

حسن / الترغيب والترهيب للمنذري 1/224

 

·      (من تعار من الليل فقال حين يستيقظ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فإن قام فتوضأ ثم صلى قبلت صلاته )

البخاري 1154

 

·      (من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتا في الجنة )

 ( حسن ) صحيح الجامع 6231

 

·   عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلم السورة من القرآن، يقول: ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر - ثم تسميه بعينه - خيرا لي في عاجل أمري وآجله - قال: أو في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به )

البخاري 7390

 

·    ( بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في الخير )

حسن صحيح / الترمذي 1091

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج قال: (بارك الله... ) الحديث

 

·    (ألا أدلك على أبواب الخير..... )

حسن صحيح / الترمذي 2616

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. قال لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة، والصدقة تطفيء الخطيئة، كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا: { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم – حتى بلغ – يعملون } ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه: قلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قلت: بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا. فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم.

 

·    (ويسر لك الخير حيثما كنت  )

الترمذي 3444

عن أنس رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد سفرا فزودني قال: (زودك الله التقوى قال زدني قال وغفر ذنبك قال زدني بأبي أنت وأمي قال ويسر لك الخير حيثما كنت).

 

·       (اللهم ! إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم! إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ونبيك، اللهم! إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قول وعمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا )

صحيح / ابن حبان – بلوغ المرام 458

 

·       ( اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك )

رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ( ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك قل يا معاذ: اللهم مالك الملك تؤتي الملك....)  الحديث

 

·      ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير ما يعلم مبلغها يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر ما يعلم مبلغها يكتب الله بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه )

صحيح / شرح السنة للبغوي 7/337

 

·      ( إن الله وملائكته حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير)

صحيح الجامع 1838

 

·    ( الخلق كلهم يصلون على معلم الخير حتى حيتان البحر )

( صحيح ) صحيح الجامع 3343

 

·    ( مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه )

حسن / الترغيب والترهيب للمنذري 3/237

 

·      ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي مناد كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة )

( حسن ) صحيح الجامع 759

 

·      ( إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم )

حسن / الترغيب والترهيب للمنذري 2/118

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن هذا الشهر قد حضركم... ) الحديث

 

·    ( إن لله تعالى ملائكة في الأرض، تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر )

صحيح الجامع 2175

 

·    ( إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس ناسا مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه )


 ( حسن ) صحيح الجامع 2223

 

·      (عند الله خزائن الخير والشر، مفاتيحها الرجال، فطوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وويل لمن جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير )

 ( حسن )  صحيح الجامع 4108

 

·    ( إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه )

( حسن ) صحيح الجامع 2328

 

·    (  الخير عادة، والشر لجاجة، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )

 ( حسن ) صحيح الجامع 3348

 ( الخير عادة ) لعود النفس إليه وحرصها عليه من أصل الفطرة، قال في الإحياء: من لم يكن في أصل الفطرة جواداً مثلاً فيتعود ذلك بالتكلف، ومن لم يخلق متواضعاً يتكلفه إلى أن يتعوده، وكذلك سائر الصفات يعالج بضدها إلى أن يحصل الغرض، وبالمداومة على العبادة ومخالفة الشهوات تحسن صورة الباطن ( والشر لجاجة ) لما فيه من العوج وضيق النفس والكرب.

 

·       (ليخرج العواتق وذوات الخدور والحيض، ويعتزل الحيض المصلى، وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين)

البخاري 980

كنا نمنع جوارينا أن يخرجن يوم العيد، فجاءت امرأة، فنزلت قصر بني خلف، فأتيتها، فحدثت أن زوج أختها غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة، فكانت أختها معه في ست غزوات، فقالت: فكنا نقوم على المرضى ونداوي الكلمى، فقالت: يا رسول الله، على إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلبات أن لا تخرج ؟ فقال: (لتلبسها صاحبتها من جلبابها، فليشهدن الخير ودعوة المؤمنين ). قالت حفصة: فلما قدمت أم عطية أتيتها فسألتها: أسمعت في كذا وكذا ؟ قالت: نعم بأبي، وقلما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم  إلا قالت بأبي، قال: ليخرج العواتق وذوات الخدور والحيض، ويعتزل الحيض المصلى، وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين. قالت: فقلت لها: آلحيض ؟ قالت: نعم، أليس الحائض تشهد عرفات، وتشهد كذا وتشهد كذا.

 

·    ( لبيك اللهم لبيك، إنما الخير خير الآخرة  )

 ( حسن ) صحيح الجامع 5058

 

·   عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض )  قيل: وما بركات الأرض ؟ قال ( زهرة الدنيا ) فقال له رجل: هل يأتي الخير بالشر؟ فصمت النبي صلى الله عليه وسلم  حتى ظننت أنه ينزل عليه، ثم جعل يمسح عن جبينه، فقال: أين السائل. قال: أنا. قال أبو سعيد: لقد حمدناه حين طلع لذلك. قال: ( لا يأتي الخير إلا بالخير، إن هذا المال خضرة حلوة، وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطا أو يلم، إلا آكلة الخضر، أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها، استقبلت الشمس، فاجترت وثلطت وبالت، ثم عادت فأكلت. وإن هذا المال حلوة، من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع )

البخاري 6427

فهذا مثل ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم لزهرة الدنيا وبهجة منظرها وحلاوته في النفوس، فمثله كمثل نبات الربيع وهو المرعى الخضر الذي ينبت في زمان الربيع، فإنه يعجب الدواب التي ترعى فيه وتستطيبه وتكثر الأكل منه أكثر من قدر حاجتها لاستحلائها له، فإما أن يقتلها فتهلك وتموت حبطا بانتفاخ بطونها من كثرة الأكل أو يقارب قتلها ويلم به فتمرض منه مرضا مخوفا مقاربا للموت، فهذا مثل من يأخذ الدنيا بشره وجوع نفس من حيث لاحت له، فيأخذ المال بغير حقه من سائر الوجوه المحرمة لا بقليل يقنع ولا بكثير يشبع، الحلال عنده ما حل بيده وقدر عليه، والحرام عنده ما منع منه وعجز عنه. وأردف يقول صلى الله عليه وسلم: فمن أخذ الدنيا من غير حقها ووضعها في غير وجهها إما أن يقتله ذلك فيموت به قلبه ودينه وهو من مات على ذلك من غير توبة منه وإصلاح حال فهو متوعد بالنار على عمله.

 

·      (ما من مسلم يصاب في جسده، إلا أمر الله تعالى الحفظة: اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة من الخير ما كان يعمل ما دام محبوسا في وثاقي )

( صحيح )  صحيح الجامع 5761

 

·      ( إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة )

حسن / الترمذي 2396

 

·      ( أسرعوا بالجنازة. فإن كانت صالحة قربتموها إلى الخير. وإن كانت غير ذلك كان شرا تضعونه عن رقابكم )

مسلم 944

 

·       ( أما عثمان فقد جاءه والله اليقين، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به )

البخاري 2687

وقصة الحديث أن أم العلاء، امرأة من نسائهم قد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم  قالت: أن عثمان بن مظعون طار سهمه في السكنى، حين أقرعت الأنصار سكنى المهاجرين، قالت أم العلاء: فسكن عندنا عثمان بن مظعون، فاشتكى فمرضناه، حتى إذا توفي وجعلناه في ثيابه، دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ( وما يدريك أن الله أكرمه ). فقلت: لا أدري، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أما عثمان فقد جاءه والله اليقين، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به)  قالت: فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا. وأحزنني ذلك، قالت: فنمت، فأريت لعثمان عينا تجري، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  فأخبرته، فقال: ( ذلك عمله ).

 

·    ( لقد رأيت الآن، منذ صليت لكم الصلاة، الجنة والنار، ممثلتين في قبلة هذا الجدار، فلم أر كاليوم في الخير والشر )  

البخاري 749

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صلى لنا النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رقي المنبر، فأشار بيديه قبل قبلة المسجد، ثم قال: ( لقد رأيت الآن، منذ صليت لكم الصلاة، الجنة والنار.... )  ثلاثا.

 

·      (عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا )

( صحيح )  صحيح الجامع 4002

 

·       ( رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه: أني هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته بأخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها بقرا، والله خير، فإذا هم المؤمنون يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر )

البخاري3622

 

·       ( اللهم إن الخير خير الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة )

البخاري 7201

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غداة باردة، والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق، فقال: ( اللهم إن الخير خير الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة ). فأجابوا: نحن الذين بايعوا محمدا *** على الجهاد ما بقينا أبدا.

·   عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في الجاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال ( نعم ). قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: ( نعم، وفيه دخن ). قلت وما دخنه ؟ قال: ( قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر ). قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: ( نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها ). قلت: يا رسول الله، صفهم لنا ؟ فقال: ( هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا ). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال: ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: ( فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ).

البخاري 3606

 

·    ( الناس تبع لقريش في الخير والشر )

مسلم 1871

 

·    ( قريش ولاة الناس في الخير والشر، إلى يوم القيامة )

صحيح / الترمذي 2227

 

·       (الخيل معقود في نواصيها الخير، الأجر والمغنم إلى يوم القيامة )

البخاري 3119

 


د/ خالد سعد النجار


alnaggar66@hotmail.com