الثلاثاء، 28 أبريل 2015

لغة الورد .. أبجديات عالمية



للورد لغة خاصة لا تقرأ أبجدياتها العين المجردة بل تقرئها المشاعر .. لغة عالمية حرة طليقة بعيدة عن قيود الحروف وتصاريف النحاة وركاكة المترجمين .. لغة قاموسها مستودع في الوجدان الداخلي للبشرية جمعاء، ومطلع على معانيها البشر كافة قارئهم وغير قارئهم .. لغة لا تستعص على الفهم لأنها تنساب مع الأحاسيس، فلا تحتاج إلى جهد العقول ولا نباهة الفكر ولا براعة الاستقراء ولا جودة الاستنباط. 
وهي لغة حية تتسم بالتدفق منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها إلى يوم البعث العظيم .. وتكاد لغة الورد تستحوذ على جميع الأفئدة إلا من غلظ منها وقسي فهي كالحجارة أو أشد قسوة.. فبليد الطبع لا يفهم مفرداتها، العتل الجواظ الجموع المنوع الذي لا يستشعر الجمال.
وألوان الورد على تنوعها واختلاف درجاتها تبهج العين وتشرح الصدر، وتتألق في الطبيعة الغناء بمظهر أنيق يعجز أي فنان أن يحاكيه بريشته وأصباغه مهما أوتي من براعة وإتقان. أما الزهور الصناعية فهي مسخ بجوار شذى الورد الفتان، وكيان مشوه بجانب بهائه الأخاذ، وصنعة رديئة بجوار صنعة الخالق تباك وتعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}[لقمان:11] 
أما عبق عطر الورد فهو مستراح المتعبين وسلوى المكتئبين وملاذ العاشقين وأنس الوحيدين، ويكفي من روعته أن أذعنت له كل مستحضرات العطر الصناعية، واعترفت له بالفضل والتفرد.
والورد عموما مبهج للنفوس، ومحرك مكامن الأمل والتفاؤل فيها، ولا تكاد تجد أحدا يتشاءم منه، حتى ولو تواجد في أصعب المناسبات، كمرض الخلان، فنجد الورد مخففا للأحزان، مضفيا على المكان عبق النظارة والشباب تيمنا بشفاء الحبيب أو القريب.
وتكاد عادة شراء الورد الطبيعي تستحوذ على كافة المجتمعات الحضارية الراقية، ومعلما من معالم تأنقها ورفاهيتها، وتاجر الورد يتمتع بوجاهة بين أفراد تلك المجتمعات عن سائر التجار حتى ولو كانوا تجار الذهب والألماس، أما زارع الورد البسيط فمحال أن يعير بين الناس بدناءة حرفته، لأنه ببساطة متناهية رجل يفهم لغة الزهور، تلك اللغة التي لم يتعلمها في كلية الألسن، بل اكتسبها من معايشة ما هو محبوب لكل النفوس.
ولا يكاد يوجد مكان إلا وللورد فيه موضع يناسبه، في ردهة البيت وغرفاته وشرفاته، وفي المكاتب، والمحلات، والطرقات، والساحات، وأسطح البنايات، وحتى المستشفيات .. بل لا تكاد توجد في حياتنا مناسبة إلا والورد يناسبها فرحا أو حزنا، أما فرحا فلإظهار البشر بالفرحين، وأما حزنا لتخفيف الهم عن المحزونين.
والحديث عن الورد ساحة الشعراء ومنتدى الأدباء وميدان البلغاء، فيه يستعرضون براعتهم اللغوية، وأحاسيسهم الراقية، وأشجانهم العذبة الفياضة، فتفننوا فيه وصفا ومدحا وثناء وعشقا وهياما وغراما.. ولا تكاد تجد أديبا إلا ذكره ولا شاعرا إلا مدحه.
والورد من أجل الهدايا وأجمل العطايا، التي تذهب دغل الصدور، وتقضي على الوحشة والنفور، ولذلك وصفه الأطباء النفسانيين لمرضاهم، والخبراء الاجتماعيين لكل زوجين ورحمين ومتخاصمين ومتهاجرين ومتنافرين، فهو خير رسول بين القلوب، وعلامة السلام والصفاء، والتواصل بالحب والإخاء.   
ورحيق الأزهار كم كتبت فيه أشعار، وتناولته الأفكار، وتداولته مجاميع النحل المختلفة فأخرجت منه أطيب الأطعمة، شراب عسل مختلف ألوانه، فيه شفاء للناس، منحة من الكريم المنان رب الأرض والجنان، الذي امتن على عبادة في القرآن، بالوحي إلى النحل بسنته في الأكوان: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل: 68-69]
وأخيرا فالورد ذروة سنام الجمال الذي أشاد به الوهاب المنان، والنبي العدنان -صلى الله عليه وسلم-، فقال تعالى: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ }[النحل:5-6] وقال تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ }[الحجر:16]
وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر الحق، وغمط الناس».[رواه مسلم:131]

د/ خالد سعد النجار

alnaggar66@hotmail.com


الأحد، 26 أبريل 2015

المرض في بيت الزوجية




حين يصاب أحد الزوجين بمرض تتأثر حياتهما تأثرًا شديدًا، ويتعرضا للتوتر والقلق، ويقع الغرم الأكبر على الطرف الآخر السليم، الذي ينبغي أن يتحمل أعباء إضافية كبيرة. ومع تباين حالات المرض تتباين درجة الارتباط بين الزوجين ودوام العشرة بينهما، فهناك المريض النفسي، والمريض العقلي، والمعاق، والمرض المزمن، وأخيرا الأمراض المعدية التي تختلف في ضراوتها من البسيطة إلى الشديدة التي قد تفتك بالمريض وشريكه كالجزام وغيره ... لكن عموما يبقى لكل حالة لبوسها ولكل مقام مقاله، ويظل التحمل والصبر أو الانفصال متوقفا علي مقدار الحب والارتباط بين الزوجيين، ومدى الضرر الذي قد يلحق بالطرف الآخر، ولا نستبعد وجود الكثير من النماذج الكريمة كأيوب عليه السلام في صبره، وزوجه مضحية كزوجته.

الفأل بحياة زوجية طيبة من أروع وسائل نجاحها وبركتها؛ لأن الفأل كله خير، غير أن معرفة الواقع أمر ينبغي ألا نجهله أو نتناساه، حتى تكون النفوس أكثر استعدادًا لتقبله والتعامل معه، فإن من الأمور التي قد تغيب عن العروسين أن الحياة التي ينتظرانها بكل الشوق لابد أن يعتريها النقص والتعب، والمرض والنصب، ولا يعني هذا أبدًا أن يضع الزوجان هذه الهموم الملازمة لحياة كل إنسان نصب أعينهما، فتتراجع خطواتهما عن الفرح والحبور .. كلا .. وإنما القصد هو أنه لابد من الاستعداد النفسي لكل طارئ أو عارض.
بصراحة ....
لابد أن نصارح أنفسنا بأن هذه الدنيا مهما أسرّتنا فلابد أن تحزنا، ومهما أسعدتنا فلابد أن تشجينا، وأنه لا سعادة تامة إلا بلقاء الله تعالى في جنته، هناك تكمل الفرحة، وتتم البهجة.
·   المرض نوع من أنواع البلاء، فمن صبر عليه، ورضي به، كتب له الأجر إن شاء الله تعالى، ومن صبر مع شريكه المعاق أو صاحب مرض مزمن - سواء أكان الزوج أم الزوجة - فإنه يشاركه في الأجر، ويكون له نصيب طيب منه يقدره الله بحكمته ورحمته.
·   المرض ليس اختياراً، أي إن الشخص المصاب لم يختر بإرادته أن يكون مريضا، وبذلك لا يكون مدعاة أن يخلى عنه شريك حياته ويتركه .. ومن ثم فإن تخلي أحد الزوجين عن صاحبه المريض يزيد في ألمه وحزنه ومعاناته بلا شك.
·   ليسأل المعافى من الزوجين نفسه: أما كان يمكن أن أكون أنا المبتلى بهذا البلاء؟ أفكنت أرضى أن يتركني شريك عمري؟!
·   إن كان الإصابة بالمرض أو الإعاقة قبل الزواج فقد علم بها الشريك الآخر مسبقاً، ورضي بها، وليس من حسن العشرة والوفاء والكرم أن يجعلها سبباً للانفصال.
·   إن كان الإصابة بالمرض أو الإعاقة بعد الزواج فليس من حسن العشرة والوفاء أن يرضى أحدهما بصاحبه معافى، ثم يتخلى عنه ويتركه وقد ابتلي بهذا البلاء.
رأي الدين ....
يقول د. محمد بن إبراهيم الغامدي (عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد): الأمراض المعدية التي تظهر بأحد الزوجين بعد أن عاشا مع بعض فترة من الزمن لا يخلو من أحد حالين:
«الحالة الأولى»: أن يكون ذلك المرض من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بأخذ التطعيمات التي تقي – بإذن الله عز وجل- من ذلك المرض، فهذا النوع لا تأثير له، ويمكن أن يعيش الزوجان معاً، ويستمتع كل منهما بالآخر، كما كانا قبل ذلك المرض.
 «الحالة الثانية»: أن يكون من الأمراض التي لا يمكن الوقاية منها، وتنتقل عن طريق المعاشرة الزوجية كالإيدز – عافانا الله، وإخواننا المسلمين- فهذا النوع لا يحل لأحد الزوجين كتمانه عن الآخر؛ لأن ذلك يفضي إلى الإضرار بالآخر، بل لو تعمد أحدهما نقله إلى الآخر كان هذا جريمة قتل عمد، ولو أنه لا يقتل في الحال لكنه يفضي به إلى الهلاك، ولا يحل للزوجة إذا كان الزوج هو المصاب أن تمكنه من نفسها، وكذا الحال بالنسبة للزوج؛ لأنه لا يحل لأحد أن يلحق الضرر بنفسه، ولا بغيره، وقد قال تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} [البقرة:195]، وقال عز وجل: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً} [النساء: 29]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار»[رواه أحمد، صحيح الجامع7517].
المريض النفسي حالة خاصة ...
المرض النفسي يختلف عن أي مرض عضوي في كونه يختلف في صفاته وتطوره وعلاجه باختلاف شخصية المريض ومدى تحمله للضغوط النفسية ومستواه التعليمي والثقافي ... وغير ذلك؛ وذلك لأن الله سبحانه وتعالى خلق كل شخصية متفردة بذاتها لها سماتها وشكلها وقوتها وعاطفتها وسلوكها بحيث لا يمكن تقليدها في صفاتها مجتمعة بأي حال من الأحوال. وعلى العكس من ذلك يبدو المرض العضوي كالسكري وضغط الدم مثلا، فيمكن أن يبنى قرار علاج المريض على نتائج القياس والتحاليل مثلا، ولا يختلف الأمر كثيرا من مريض لآخر إذا صادف نفس نتائج التحاليل.
والإبقاء على العلاقة متواصلة مع شريك حياة يعاني من أمراض عقلية أو نفسية، يعد أمراً غاية في الصعوبة. وعلة ذلك هي أن أي شخص يكابد مرضاً من نوع معين مثل: الاكتئاب، اضطرابات مصدرها قلق ما، أو أي نوع آخر من أنواع الحالات النفسية المرضية .. فإن هؤلاء الأشخاص كثيراً ما يكونون متقوقعين داخل ظلمات آلامهم، الأمر الذي يحول بينهم وبين التواصل مع الآخرين، ومع مرور الزمن فإن المرض العقلي يمكن أن يطمس معالم العلاقة الحميمة بين الزوجين ويجني عليها، وأن يقضي على كل ما هنالك من ثقة كانت بينهما قائمة، فيمحو كل عاطفة من شأنها أن تجعل الزواج مجدياً فيما لو كانت طبيعية.
أما على المستوى الأسري فاختلال التوازن بنظام الأسرة نتيجة مرض الأب – مثلا - سيوطد العلاقة بين الأولاد والأم بصورة قوية، ليعوض الأولاد عن فقدانهم لأبيهم وهذا وضع مرضي، فالطفل يقترب للتصرفات الأنثوية التي يتعلمها من أمه مع غياب الأب مثله الأعلى للسلوك الذكوري، كما أن وجود التوتر المستمر يجعل الكثير من الأولاد يظنون العصبية بالتعامل هي أمر طبيعي، فضلا عن أن سيطرة الأم على الأسرة ليس أمرًا صحيًّا؛ لأن الولد قد يخاف في المستقبل التعامل مع الجنس الآخر، أو يولد لديه شعورًا بالخمول تجاه الجنس الآخر، وبالتالي يصبح غير مؤهل لبناء أسرة وتحمل مسئوليتها.
وبالنسبة للفتاة إذا رأت أمها تُضرب ممكن أن تخاف التعامل مع الرجال في المستقبل، وفي حال رؤيتها الأم مسيطرة على الأسرة قد تجد أنها لا بد أن تمارس ذات السيطرة على أسرتها في المستقبل، وهو ما يؤدي إلى مشكلات في التعامل مع زوجها ومع الناس أيضًا، ويأتي هنا دور الأم والزوجة التي لا بد أن تكون واعية للطرق التي قد يتأثر بها الطفل، وأن تدع درجة معينة من الحب والاحترام للأب المريض، وتحاول أن تقدم لهم القدوة الصالحة بأن توجه أنظارهم نحو العم أو الخال أو أستاذ المدرسة، وعن طريق الحوار تقول لهم بأن الوضع استثنائي ناتج عن المرض ليس إلا.

 

د/ خالد سعد النجار

alnaggar66@hotmail.com





الاثنين، 20 أبريل 2015

قوة شخصيتك ترسم نجاحك الذاتي


يعرف علماء النفس الشخصية القوية بأنها الشخصية التي تستمر في النمو والتطور، فصاحب العقلية المتحجرة .. «ضعيف الشخصية»، ومن لا يستفيد من وقته وصحته وإمكانياته .. «ضعيف الشخصية»، ومن لا يعدل من سلوكه ويقلع عن أخطائه .. «ضعيف الشخصية».
قوة الشخصية تعني أيضا القدرة على الاختيار السليم، والتمييز بين الخير والشر، والصواب والخطأ، وإدراك الواقع الحاضر، وتوقع المستقبل .. فالنمو والتطوير شرطان أساسيان لكي تكون شخصيتك قوية ومثمرة في نفس الوقت.
والوراثة ركن أساسي في تكوين الشخصية، ولاشك أن هناك من يولد أقوي شخصية من غيره، فكما يرث أحدنا الصفات الجسدية لآبائه وأمهاته كلون بشرته وتقاسيم وجهه، كذلك فإنه يرث صفاتهم النفسية بنسب معينة، ولكن ذلك لا يعني أن من لم يرث قوة الشخصية من آبائه فإنه لا يمكنه اكتسابها.
فالصفات التي نرثها ليست كلها من النوع الذي لا يمكن تبديلها وتغييرها، ولا من النوع الذي لا يمكن الإضافة عليها بشكل أو بآخر، فظروف الحياة والتجارب التي يمر بها الإنسان وتصميمه وتحديه، كلها تشكل عوامل تساعده في اكتساب الصفات التي يرغب فيها في ذاته لتدعم شخصيته وهو ما يسمى بالتربية التصحيحية الذاتية.
وموقف الشخصية القوية التي تجيد فن التعامل مع الناس ليس موقف من يستعرض عضلاته، مع حماس زائد وانفعال لا ضرورة له، فارتفاع الصوت في النقاش مثلا ليس دليلا على صحة القول .. إن الشخصية القوية التي تجيد فن التعامل مع الآخرين تتسم بالهدوء وعدم الاكتراث بالمناقشات الغبية، وعدم فرض عقليتها على غيرها، فالثقة بالنفس والحجة القوية لا تحتاجان لإلزام أو انفعال أو صراخ.
لا تنسى هدفك الأسمى
نقصد ذلك الهدف الأعلى الذي يسمو فوق المصالح المادية والغايات الدنيوية، ولا يواجه المسلم مشكلة في تحديد الهدف الأكبر في وجوده، ولكن المشكلة تكمن في الغرق في تفاصيل الحياة وتعقيداتها، وبالتالي يصبح إحساسنا وشعورنا للهدف ضعيفاً رتيباً، مما يجعل توليده للطاقة التغيرية لا تصل إلى المستوى المجدي لتنمية الذات.
القناعة بضرورة التغيير
يظن كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبول، أو أنه ليس الأسوأ على كل حال، وذلك آفة النظر إلى الفاشلين والمقارنة بالمهمشين، والبعض الآخر يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكانياته محدودة، ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره!! وهذا نوع ممقوت من جلد الذات الذي يورث القنوط واليأس واهتزاز رؤيته لإيجابياته وإمكاناته الذاتية.  
والحقيقة أن المرء حين يتطلع إلى التفوق على ذاته الخاملة والتغلب على الصعاب من أمامه سوف يجد أن إمكانيات التحسين أمامه مفتوحة مهما كانت ظروفه.
الشعور بالمسؤولية
حين يشعر الإنسان بجسامة الأمانة المنوطة به، تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما، يجب أن يضع المرء نصب عينيه اللحظة التي سيقف فيها بين يدي الله عز وجل فيسأله عما كان منه .. إن علينا أن نوقن أن التقزم الذي نراه اليوم في كثير من الناس ما هو إلا وليد تبلد الإحساس بالمسؤولية والركون إلى الدعة والكسل الذي يسبب انهيار النفس أمام الصعاب ولو صغرت.
الإرادة الصلبة والعزيمة القوية
وهي شرط لكل تغيير، بل وشرط لكل ثبات واستقامة، وفي هذا السياق فإن «الرياضي» يعطينا نموذجاً رائعاً في إرادة الاستمرار، فهو يتدرب لاكتساب اللياقة والقوة في عضلاته، وحتى لا يحدث الترهل فإن عليه مواصلة التدريب، وهكذا فإن تنمية الشخصية ما هي إلا استمرار في اكتساب عادات جديدة حميدة، وأحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل.

د/ خالد سعد النجار

alnaggar66@hotmail.com


الأحد، 19 أبريل 2015

الإنسان بين الحياة والموت



نعمة الاستخلاف في الأرض والعيش في أرجائها والمشي في مناكبها فتنة وابتلاء، وليس أعظم من فتنة النعماء وامتحان السراء، لأن الرخاء ينسى، والمتاع يُلهي، والثراء يطغي، في دنيا مستطابة في ذوقها، معجبة في منظرها، مؤنقة في مظهرها، الفتنة بها حاصلة، وعدم السلامة منها غالبة، قال صلى الله عليه وسلم: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» [رواه مسلم]   
قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}[الملك:2] أي ليبلوكم أيكم له أطوع، وإلى مرضاته أسرع، وعن محارمه أورع.
يقول على الطنطاوي رحمه الله: ثلاثون سنة ما خرجت منها إلا بشيء واحد، هو أني رأيت الحياة كمائدة القمار، فمن الناس من يخسر ماله ويخرج ينفض كفه، ومنهم من يخرج مثقلا بأموال غيره التي ربحها، ومنهم من يقوم على الطريق يمسح الأحذية، ومن يمد إليه حذاءه ليمسحه له، ومن ينام على السرير، ومن يسهر في الشارع يحرس النائم، ومن يأخذ التسعة من غير عمل، ومن يكد ويدأب فلا يبلغ الواحد، وعالم يخضع لجاهل، وجال يترأس العلماء، ورأيت المال والعلم والخلق والشهادات قسما وهبات، فرب غني لا علم عنده، وعالم لا مال لديه، وصاحب شهادات ليس بصاحب علم، وذي علم ليس بذي شهادات، ورب مالك أخلاق لا يملك معها شيئا، ومالك لكل شيء ولكن لا أخلاق له، ورأيت في مدرسي المدارس من هو أعلم من رئيس الجامعة، وبين موظفي الوزارة من هو أفضل من الوزير .. ولكنه الحظ، أو هي حكمة الله لا يعلم سرها إلا هو، ابتلانا بخفائها لينظر: أنرضى أم نسخط. (1)  
من الذي أمننا في الدور؟ من الذي أرخى علينا الستور؟ من الذي صرف عنا البلايا والشرور، والفتنة حولنا تدور؟ أليس هو الرحيم الغفور؟ فما لنا قد كثرت منا العثار، وقل منا الاعتبار والادكار؟ ما لنا لبسنا ثوب العصيان والغفلة والنسيان؟ غرنا بالله الغرور، برجاء رحمته عن خوف نقمته، وبرجاء عفوه عن رهبة سطوته (2)
عن ابن السماك يحدث قال: بينما صياد في الدهر الأول يصطاد السمك، إذ رمى بشبكة في البحر فخرج فيها جمجمة إنسان، فجعل الصياد ينظر أليها ويبكي، ويقول: عزيز فلم تترك لعزك، غنى فلم تترك لغناك، فقير فلم تترك لفقرك، جواد فلم تترك لجودك، شديد فلم تترك لشدتك، عالم فلم تترك لعلمك .. يردد هذا الكلام ويبكي.
ولدتك إذ ولدتك أمك باكيا ... والقوم حولك يضحكون سرورا
فاعمل ليوم تكون فيه إذا بكوا ... في يوم موتك ضاحكا مسرورا
كلكم يبكي لنفسه 
كان بالبصرة عابد حضرته الوفاة .. فجلس أهله يبكون حوله فقال لهم أجلسوني, فأجلسوه فأقبل عليهم وقال لأبيه: يا أبت ما الذي أبكاك؟ قال: يا بني ذكرت فقدك وانفرادي بعدك. فالتفت إلى أمه, وقال: يا أماه ما الذي أبكاك؟ قالت: لتجرعي مرارة ثكلك, فالتفت إلى الزوجة, وقال: ما الذي أبكاك؟ قالت: لفقد برك وحاجتي لغيرك, فالتفت إلى أولاده, وقال: ما الذي أبكاكم؟ قالوا: لذل اليتم والهوان من بعدك, فعند ذلك نظر إليهم وبكى.
فقالوا له: ما يبكيك أنت؟ قال أبكي لأني رأيت كلا منكم يبكى لنفسه لا لي. أما فيكم من بكى لطول سفري؟ أما فيكم من بكى لقلة زادي؟ أما فيكم من بكى لمضجعي في التراب؟ أما فيكم من بكى لما ألقاه من سوء الحساب؟ أما فيكم من بكى لموقفي بين يدي رب الأرباب؟ ثم سقط على وجهه فحركوه, فإذا هو ميت.
ملوك الدنيا
قال معاوية -رضي الله عنه- عند موته لمن حوله: أجلسوني .. فأجلسوه .. فجلس يذكر الله, ثم بكى، وقال: الآن يا معاوية، جئت تذكر ربك بعد الانحطام والانهدام, أما كان هذا وغض الشباب نضير ريان؟! ثم بكى وقال: يا رب, يا رب, ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة، واغفر الزلة، وجد بحلمك على من لم يرج غيرك، ولا وثق بأحد سواك .. ثم فاضت روحه رضي الله عنه.
ويروى أن الخليفة عبد الملك بن مروان لما أحس بالموت قال: ارفعوني على شرف, ففعل ذلك, فتنسم الروح, ثم قال: يا دنيا ما أطيبك! إن طويلك لقصير، وإن كثيرك لحقير، وإن كنا منك لفي غرور!
ولما أحتضر أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك, نظر إلى أهله يبكون حوله فقال: جاء هشام إليكم بالدنيا وجئتم له بالبكاء, ترك لكم ما جمع وتركتم له ما حمل, ما أعظم مصيبة هشام إن لم يرحمه الله.
ولما مرض هارون الرشيد ويئس الأطباء من شفائه، وأحس بدنو أجله، قال: أحضروا لي أكفانا فأحضروا له، فاختار منها واحدا .. ثم قال: احفروا لي قبرا .. فحفروا له .. فنظر إلى القبر وقال: ما أغنى عني مالية ... هلك عني سلطانيه!
وحينما حضر الخليفة المأمون الموت قال: أنزلوني من على السرير. فأنزلوه على الأرض، فوضع خده على التراب، وقال: يا من لا يزول ملكه .. ارحم من قد زال ملكه.
وقال المعتصم عند موته :لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت!
إنه الموت
قال مطرف: إن هذا الموت أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فاطلبوا نعيما لا موت فيه.
وقال الحسن: فضح الموت الدنيا فلم يترك فيها لذي لب فرحا.
وقال سفيان: لو أن البهائم تعقل من الموت ما تعقلون ما أكلتم منها سمينا.
وقال الأوزاعي: جئت إلى بيروت أرابط فيها، فلقيت سوداء عند المقابر، فقلت لها: يا سوداء، أين العمارة؟ قالت: أنت في العمارة، وإن أردت الخراب فبين يديك.
همة ترقيك
يقول على الطنطاوي: وجدت على نضد إبريقا من البلور الصافي طويل العنق واسع البطن، فيه نحلة قد دخلت ولم تستطع الخروج، فهي تتحفز وتتجمع وتثب متقدمة بقوة وبأس، فيضرب الزجاج رأسها ويردها، فتعاود الكرة وهي لا تبصر الجدار وإنما تبصر ما وراءه، فتحسب أنه ليس بينها وبين الفضاء حجاب. فجعلت أنظر إليها وهي تعمل دائبة، كلما ضربت مرة عادت تحاول أخرى لا تقف ولا تستريح، حتى عددت عليها أكثر من أربعين مرة، تجد الصدمة كل مرة فلا تعتبر ولا تدرك الحقيقة، ولا ترفع رأسها لتبصر الطريق وتعلم أن سبيل الفضاء وباب الحرية هو من «فوق» لا عن يمين ولا عن شمال.(3)

المصادر
(1) من حديث النفس، على الطنطاوي، ص 116
(2) فتنة الاستخلاف في الأرض، صلاح البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي
(3) من حديث النفس، على الطنطاوي، ص 247

د/ خالد سعد النجار

alnaggar66@hotmail.com



الأربعاء، 15 أبريل 2015

طفلي يعض !!!


«العض» ظاهرة شائعة جداً بين الأطفال في عمر العام والنصف إلى ثلاثة أعوام. ويعكس أغلب هذا العض مشاعر الطفل الصغير، نتيجة قصور قدراته اللغوية عن التعبير، حيث يستطيع الطفل في عمر الخمس سنوات أن يعبر عن حاجاته ورغباته، ولكن الطفل الأصغر عمراً قد يستخدم أسنانه كوسيلة للتعبير.
تعتبر «ظاهرة العض» لدى الأطفال موضوعاً بالغ الحساسية بالنسبة للوالدين، فهو يبدو سلوكاً همجياً وغير مهذب، ويعتقد العديد من الآباء أنه ينم عن اضطراب في شخصية الطفل. فلا شيء يجعل الطفل مرفوضاً من دار الحضانة ومنبوذاً من قائمة المدعوين للحفلات والمناسبات السعيدة أسرع من أن يُعرف بأنه «عضاض». ولكن المطمئن في الأمر أن العض وحده ليس مؤشراً ينبئ بمشاكل نفسية أو اجتماعية في المستقبل، كما أن أخطاره الجسمانية لا تذكر.
وغالبا ما يعض الطفل للحصول على مراده أو التعبير عن مشاعره المختلفة، ورغم أن العض يبقى تصرفا غير مقبولا حتى من الطفل رغم توفر سلامه النية، لكن لا داعي للقلق لأن هذه الحالة ليست فريدة بل نصادفها لدى معظم الصغار، إلا أن هذا لا يعني أن نغض الطرف عن هذه العادة ونمنح الحرية الكاملة للولد، بل لابد من مساعدة الطفل ووالديه للتغلب على هذه المشكلة.
لماذا يحب الطفل العض أحياناً ؟
مسألة العض تختلف من طفل إلى آخر، فمنهم من يتخذها وسيلة للفت الانتباه، أو تعبيرا عن الانزعاج أو الغضب، أي للتفريغ عن مشاعر داخلية، ومنهم من يتخذها وسيلة لطلب شيء يريده، وقد تكون أحيانا وسيلة للتعبير عن الحب، وذلك بتقليد شخص قام بعضه وهو يلاعبه، أو للتعبير عن الشعور بالغيرة، أو للدفاع عما يملكه الطفل خصوصا إذا قام أحد أترابه بمحاولة انتزاع غرض ما منه.
ويمكن اختصار أهم أسباب العض عند الطفل في أربعة فئات :
·        العض الاستكشافي: أي أن الطفل يستخدم العض كوسيلة من وسائل استكشاف ما حوله وكل ما قد يصل فمه, وهذا يلاحظ عند الأطفال في بدء المشي, فيميل لعض كل ما يصل إلى يديه .. فالطفل في هذه الفترة لا يزال في المرحلة الفمية (مرحلة التحسس عبر الفم) حيث يسمح له الفم بتحقيق رغباته خصوصا تلك التي تتعلق بسد جوعه والإحساس بالراحة والطمأنينة التي تؤمنها له الرضاعة .. من هناك كان طبيعيا أن تكون ردة فعله الأولى اكتشاف كل ما يحيط به بواسطة هذا الجزء من جسمه «الفم».
·        العض الانفعالي: فالطفل قد يلجأ للعض أو الضرب لمن حوله عندما يجد نفسه في ورطة، وغير قادر على حل المشكلة التي هو فيها! وتكون هذه الظاهرة عندما يتعلم الطفل كيف يلعب مع الآخرين ممن حوله, ويمكن التخفيف من ظاهرة العض الانفعالي كما يلي: اجعل وقت اللعب قصيراً, وضمن مجموعات قليلة العدد, وراقب الطفل عن قرب عندما يلعب, وعندما يقوم الطفل بالعض خلال اللعب, قل له: (لا! لا تعض, فالعض يؤلم), وقم بسحب الطفل من الحالة والوضع الذي هو فيه, وابق معه حتى يهدأ، واشرح له كيفية حل الورطة التي كان فيها بطرق هادئة وسلمية.
·        العض بسبب حاجة الطفل للشعور بالقوة: وهذا يحدث في الحالات التي يجد فيها الطفل نفسه بحاجة للشعور بأنه قوي، وهذه الظاهرة تشاهد عند الأطفال الأصغر سناً من بين الأخوة، ويمكن التخفيف من هذا النوع من العض بتعزيز شعور الطفل بأنه محمي وليس في خطر، وأنه لا يمكن لأحد أن يأخذه بعيداً أو يعتدي عليه، وأشرح سبب العض لمن هو أكبر من الطفل وكيف يلعب بهدوء مع الصغير، وعند تكرر الحالة أخبر الطفل بألا يعض، وأبعده عن الموقف الحاصل، وأبق معه حتى يهدأ، واشرح له أن هناك طرق أخرى لحل هذه المواقف غير العض.
·        عض الطفل بسبب التوتر: وهذا يحدث عندما يكون الطفل تحت ضغوط عاطفية كثيرة، كالفرح الزائد أو الانفعال الزائد أو الغضب أو بسبب شعوره بالألم, وهنا لابد من معرفة السبب ومراقبة الحالات التي يعض فيها، وما هي محرضات العض عنده لتجنبها مستقبلاً.
منارات عملية
على الأرجح يندهش الطفل ويفاجأ عندما تقابل أحاسيسه المبالغة التي يعبر عنها بالعض- تقابل ببكاء رفيقه أو التوبيخات المختلفة التي يوجهها له الكبار.. لكن الأهم هو ألا نعاقبه أو نوبخه بقسوة أو حتى نعضه:
§         على الوالدين تشجيع طفلهما الذي يعض على النطق، واستخدام الكلمات للتعبير عن مشاعره.
§         لا تنتظر ولو لبضعة دقائق بعد أن يعض طفلك آخر حتى تتكلم معه، فقدرة الصغار على التركيز ضعيفة، ولذا يحتاجون إلى رد فعل واضح وفوري .. كن هادئاً وحازماً في تعاملك مع الطفل، اركع بجانبه كي تصبح على مستواه وتستحوذ على انتباهه، ثم تكلم إليه ببطء وبطريقة جازمة وأعلمه أنك غير موافق على تصرفه هذا، وبأن العض يؤذي الآخرين، وأظهر له الآثار التي خلفتها أسنانه الصغيرة على بشرة غيره.
§         تجنب العبارات المبهمة مثل: «الآن يجب أن تكون لطيفا مع أخيك»، وذلك لأن الطفل الصغير لا يرى الصلة بين ذلك والعض.. جرب أن تقول: «لا! يمكننا أن نعض التفاح أو الساندويتشات، لكننا أبداً لا نعضّ الناس!».
§         لا يجدر بك أن تلومه أو تشعره بالذنب، بل يجب أن يعي تماما أنه لا يجوز أن يعض مجددا. ولكي يقتنع بوجه نظرك قدم له تصرفا بديلا يمكنه اللجوء إليه عوضا عن العض، فإن شعر بالغضب –مثلاً- لأن صديقه أخذ منه لعبته، فبإمكانه أن يأتي ويخبرك بغضبه، ويطلب منك المساعدة في استعادة أغراضه بدلاً من أن يعض من حوله.
§         إذا كان عمر الطفل أقل من سنة ونصف، فيفضل وجود لعبة نظيفة مخصصة للعض ليعضها. ومن المهم أيضا تزويده بلعب تساعده في التعبير عما يعاني منه.
§         إذا أصر الطفل على عض من حوله رغم ما سبق، ألزمه بالبقاء وحيداً في الغرفة لخمس دقائق في كل مرة يعض فيها، أو اسحب منه لعبته المفضلة لدقائق.
§         لا تقم بعض طفلك إذا قام بعضك، فالمرء من فرط غيظه يميل لمقابلة العض بالعض! وهذا خطأ فاحش، لأن من شأنه أن يعزز فائدة فعل العض عند الطفل.
§         لا تعض –أيضا- طفلك على سبيل المزاح، فهذا يجعله يعتقد أن العض يمكن أن يكون جزءاً من اللعب والدعابة.  
§         في حال قام الطفل بعض طفل آخر فلا تركز على طفلك، ولكن ركز على مدى الأذى الذي لحق بالطفل الآخر وحاجته للعلاج، وتجاهل من قام بالعض لفترة من الوقت.
§         يمكنك أيضا أن تعتذر من أهل صديقه الذي عضه في وجوده، فهذا من شأنه أن يجعله يتخلى سريعا عن هذه العادة، وتصبح تصرفاته مع الآخرين أكثر سلمية.
§         امنح الطفل المكافآت عند تخليه عن عادة العض، أو على الأقل أطبع قبلة حارة كلما استغنى عن العض كوسيلة للتعبير.


د/ خالد سعد النجار

alnaggar66@hotmail.com