السبت، 13 أبريل 2013

احذروا يوم الأذان


 

دخل رجلٌ على سليمان بن عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين، أنشدك الله والأذان، قال سليمان: أما أنشدك الله فقد عرفناه، فما الأذان؟ قال: قوله - تعالى -: ( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) [الأعراف: 44] قال سليمان: ما ظلامتك؟ قال: ضيعتي الفلانية، غلبني عليها عاملك فلان، فنزل سليمان عن سريره، ورفع البساط، ووضع خده على الأرض، وقال: والله لا أرفع خدي عن الأرض حتى يكتب له برد ضيعته.

بالعدل قامت السماوات والأرض، وبالعدل تدوم الدول، ويستمر الملك، وتفشو المحبة والطمأنينة بين أفراد الأمة، ولن يتحقق العدل إلا إذا رزق الحاكم قسطاً وافراً من خشية الله - عز وجل -، إذ بها يعفُّ عن ظلم رعيته، ويمنع أهله وأعوانَه التسلطَ والأذى.

ولا يمكن نشر العدل إلا باستعمال وزراء صدق، واتخاذ بطانة من أهل الخير، ذوي الصلاح والتقى، فالبطانة دائماً تكون صورته التي يقابل بها الناس، وجميع تصرفاتهم محسوبة عليه، يتحمل تبعتها، ويجني ثمرتها.

ولا يعفيه من المسؤولية استعمالُ مثل هؤلاء الأعوان، حتى يكون عيناً يقظة على تصرفاتهم وسلوكهم، وكيفية تعاملهم مع الناس.

ولا يستطيع ذلك من أغلق بابَه دون رعيته، وحال بينه وبينهم الحرسُ والحجاب ومنعوه سماع الشكوى.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق