الخميس، 4 أبريل 2013

حدثوا الناس بما يعرفون


بوب البخاري بقوله:
باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه.
ثم ذكر حديث عائشة (لولا قومك حديث عهدهم بكفر لنقضت الكعبة) الحديث.
ثم ذكر البخاري: باب من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية أن لا يفهموا.
ثم ذكر قول علي رضي الله عنه "حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله".
وذكر الحافظ في الشرح أن في مستخرج أبي نعيم وغيره زيادة قوله "ودعوا ما ينكرون".
وذكر الحافظ أن فيه دليلاً على أن المتشابه لا ينبغي أن يذكر عند العامة.
وذكر قول ابن مسعود في صحيح مسلم "ما أنت محدثاً قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة".
ثم قال (وممن كره التحديث ببعض دون بعض، أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان، ومالك في أحاديث الصفات، وأبو يوسف في الغرائب.
ومن قبلهم أبو هريرة، كما تقدم عنه في "الجرابين"، وأن المراد: ما يقع من الفتن. ونحوه عن حذيفة.
وعن الحسن أنه أنكر تحديث أنس للحجاج بقصة العرنيين، لأنه اتخذها وسيلة إلى ما كان يعتمده من المبالغة في سفك الدماء بتأويله الواهي..).
وقد كثر في زماننا من يحدث بأحاديث تهيج على الفتنة، ومن يحدث بمسائل في العقائد والفقه، وبالغرائب والشواذ، مما لا تحتمله عقول العامة، فاتخذها المتربصون ذريعة للتشكيك في الشريعة، والسخرية بالصالحين.
وكلام الحكماء، من الرسل وغيرهم سهل العبارة واضح المعنى.
وحكمة لقمان كانت كلمات يسيرات في التوحيد، والبر، والصلاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحسن الخلق.
ومدار دعوة الحكماء من الأنبياء على هذه الأمور وما في معناها.
والناس في كل زمان أحوج ما يكونون إلى الربانيين الحكماء:
* من الأمراء والولاة، لسياستهم الرعية بالرحمة والعدل.
* والمفتين والقضاة، للحكم والإفتاء بالحق والعلم.
* والخطباء والدعاة، لتذكير الناس بالموعظة الحسنة.
وبسبب فقدان أمثال هؤلاء _ أو ندرتهم _ في هذا الزمان، فشا الجهل وكثرت الفتن بأنواعها: فتنة الكفر والشرك والنفاق، وفتنة الهرج والدم المهراق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق