الجمعة، 9 مايو 2014

للجاهلية موقف تقليدي ثابت عند هزيمة أي عنصر من عناصرها

- التبرؤ من المهزوم حتى لا تهبط الجاهلية إلى مستوى الهزيمة مع عنصرها المهزوم..
- تأكيد توجيه النصح له وعدم استجابته، للحفاظ على المستوى السياسي للجاهلية وعدم سقوطه مع العنصر الساقط..
- إدخال احتمالات خفية في تفسير الموقف لتقليل التجاوب مع الحدث.. وتضييع أثره السياسي.
ولعل أبرز هذه الاحتمالات الخاصة بالمنصة هو القول بأن أمريكا هي التي قتلته بعد انتهاء الاستفادة منه! وكتاب «خريف الغضب» هو أول من ترك مساحة فارغة للاحتمالات الخفية وراء الحادث، وبمرور الوقت، وبغياب الذين شاركوا في الحادث، سيصبح من السهل على أعداء الدعوة إعطاء المزيد من المعلومات، في سياق التفسير الذي يريدونه؛ حتى يكون الواقع أكثر تقبلًا لهذه الاحتمالات، في غياب من يستطيع أن يرد أو يُكَذِّب.
وقبل أن تفيق الدولة من صدمة المنصة، كانت هناك محاولات لإزالة آثار هذه الصدمة المروِّعة، ولكنها كانت ساذجة!
وأبرزها.. محاولة تبديد المكاسب السياسية التي حققتها الدعوة الناتجة عن الحدث.
وفكرتها.. رسم الواقع السياسي في مصر من خلال الأحزاب السياسية، وتحريك هذه القوى بحيث يتحدد الشكل المطلوب للواقع السياسي في مصر بعد حادثة المنصة..
وكان المثير للسخرية هو السماح لأحد هذه الأحزاب المصنوعة بإعلان تبني هدف تطبيق الشريعة الإسلامية، وهو الأمر الذي لم يكن مسموحا به من قبل إطلاقًا!
وقد فعلوا ذلك ليظهر هذا الحزب كممثل للقوة السياسية الإسلامية، فيكون حجم هذه القوة هو حجم هذا الحزب، وتكون القوة السياسية الإسلامية موضع سخرية المجتمع واستهزائه، من خلال ظهور المسئول عنه في المؤتمرات لابسًا الطربوش، معلنا عن خبراته العظيمة في قراءة الكف!
وتخيل صاحب هذه الفكرة [كان رفعت المحجوب هو صاحب هذه الفكرة.] إمكانية أن يتصور الناس أن الحركة الإسلامية بكل رموزها وخبراتها وفكرها وطاقتها.. يمكن اختزالها في هذه الأضحوكة السياسية!

التصور السياسي للحركة الإسلامية

الشيخ/ رفاعي سرور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق