الجمعة، 9 مايو 2014

يراعى في إنشاء الموقف.. الاعتبارات الأصلية الآتية:


والتوافق بين الأسلوب والنتيجة خصيصة من خصائص المنهج الإسلامي العام، فالإسلام منهجًا هو الإسلام أثرًا ونتيجة بغير تناقض.
بل إن النتيجة الصحيحة التي يمكن الوصول إليها بأسلوب غير صحيح محكوم عليها بالبطلان..
ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِرَأْيِه؛ فَأَصَابَ.. فَقَدْ أَخْطَأَ» لأن منهج أو أسلوب الوصول إلى النتائج يجب أن يكون صحيحًا في ذاته حتى يكون صحيحًا في نتيجته؛ وبذلك تقوم الدعوة بالحق، ويقوم الإسلام بالإسلام.
إن أهم الحقائق المعروفة في الدعوة الإسلامية أنها دعوة مبادئ؛ وهذا ما سلَّم به أعداء الدعوة أنفسهم.. حتى إن أبا سفيان يُسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام هرقل -ولم يكن قد أسلم بعد- سؤالًا خطيرًا: أيغدر؟ قال: لا يغدر..
وهناك موقف آخر يدل على أن الحفاظ على مبادئ الدعوة أمر لا يمكن التفريط فيه مهما بلغت درجته..
موقف لرجل أمام رسول صلى الله عليه وسلم وقد أحلَّ دمه، فوقف الرجل أمام الرسول ومشى دون أن يمسه أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة: لِمَ لم تقتلوه؟ قالوا: يا رسول الله! هلَّا أشرت إلينا؟ فقال: «إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ أَعْيُنٍ».
والوسائل -بعد الأساليب- يجب أن تكون من الإسلام ذاته، من أجل ذلك ردَّ النبي صلى الله عليه وسلم مشركًا يريد القتال مع المسلمين قائلًا له:
«نحن لا نستعين بمشرك».
بل قد يبلغ الأمر أن يرد الرسول صلى الله عليه وسلم رجلًا لعن ناقته أثناء الذهاب إلى الغزو قائلًا له: «ارجع بها لا تصحبنا بملعون»
التصور السياسي للحركة الإسلامية

الشيخ/ رفاعي سرور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق