الجمعة، 9 مايو 2014

الارتكاز الجاهلي على خصائص الجماهير:

هذا هو النمرود الذي حاج إبراهيم في ربه يقول: «أنا أحيي وأميت».. فينتقل سيدنا إبراهيم إلى دليل آخر، ولم يكن هذا تسليمًا بإمكانية ذلك، ولكنه اليقين بإمكانية خداع الجماهير بأي صورة من الصور التي وردت في التفسير..
وهي أن يأتي باثنين محكومًا عليهما بالإعدام فيعدم أحدهما ويترك الآخر، ويقول: أنا أحيي وأميت، فتصرخ الجماهير بذلك الموقف الوهمي والمتحمسة لموقف الملك الكذاب!!
هذه هي الجماهير في ظل الجاهلية..
وعندما قال فرعون: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ} [غافر: 36].. إنما أراد أن يضاعف إخضاع الجماهير؛ لأنهم يعرفون هامان كما يعرفون فرعون.
تتضاعف رموز السلطة في إحساس الجماهير.
وعندما قال: «ابنِ لي صرحًا» أراد أن يبدو أمام الجماهير في غاية الموضوعية والمنطقية، وكأنه سيسير مع القضية خطوة خطوة، وأمام الناس.
وبذلك تصبح الجماهير الساذجة أمام الفضاء..
يضع أعينهم أمام الفراغ.. ماذا بعد الصرح؟! لا شيء.. وهذه هي النتيجة المطلوبة.. أن يعتقد الناس أنه لا شيء في السماء، وأن موسى كاذب.
إن البساطة أمر فرعوني واضح في التعامل مع الجماهير، والعامة تنخدع بمنتهى البساطة.
ألم يجعل لهم السامري عجلًا جسدًا له خوار؟
وبنفس منطق السامري واصل الصليبيون الخداع..
التصور السياسي للحركة الإسلامية

الشيخ/ رفاعي سرور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق