الأربعاء، 19 يونيو 2013

القرآن حمال ذو وجوه


بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن حمال ذو وجوه

 

- عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: "إِنَّهُ سَيَأْتِي نَاسٌ يُجَادِلُونَكُمْ بِشُبُهَاتِ الْقُرْآنِ فَخُذُوهُمْ بِالسُّنَنِ فَإِنَّ أَصْحَابَ السُّنَنِ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ
- وأخرج الدارمي واللالكائي في السنة عن عمر بن الخطاب قال: "سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله".

- وأخرج ابن سعد من طريق عكرمة عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب أرسله إلى الخوارج فقال اذهب إليهم فخاصمهم ولا تحاجهم بالقرآن فإنه ذو وجوه ولكن خاصمهم بالسنة

- وأخرج من وجه آخر أن ابن عباس قال له يا أمير المؤمنين فأنا أعلم بكتاب الله منهم في بيوتنا نزل قال صدقت ولكن القرآن حمال ذو وجوه تقول ويقولون ولكن خاصمهم بالسنن فإنهم لن يجدوا عنها محيصا فخرج إليهم فخاصمهم بالسنن فلم تبق بأيديهم حجة

- وقال ابن عبَّاس: "القُرآن ذو وجوه؛ فاحْمِلوه على أحسنِ وجوهِه" (أخرجه أبو نعيم).

وبعض هذه الآثار في سندها مقال

 

«الأوجُه» هي اللَّفظ المشْترك الَّذي يُسْتَعمل في عدَّة معان، والمقْصود سعة دلالة مُفْرداتِه، واتِّساع آياتِه لِوجوهٍ من التَّأويل مع الإيجاز، وهذا من آثارِ كوْنِه معجزةً خارقةً لعادة كلام البشَر، ودالَّة على أنَّه منزَّل من لَدُن عليمٍ قدير؛ ولكن لا يَنبغي أن يُساءَ هذا الفَهْم لتُحمَّل الآيات ما لا تَحتمل، ويُستَخْرَج منها ما لا تدلُّ عليه، كما يفعل الخوارج، ومن هُنا كان قول علي بن أبي طالب ومراده، عندما أرْسل ابن عباس إلى الخوارج

(الهدى) يأتي على سبعة عشر وجها
- الثبات {اهدنا الصراط المستقيم}
- البيان {أولئك على هدى من ربهم}
- الدين {إن الهدى هدى الله}
- الإيمان {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى}
- الدعاء {ولكل قوم هاد وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا}
- الرسل والكتب {فإما يأتينكم مني هدى}
- المعرفة {وبالنجم هم يهتدون}
- النبي صلى الله عليه وسلم {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى}
- القرآن {ولقد جاءهم من ربهم الهدى}
- التوراة {ولقد آتينا موسى الهدى}
- الاسترجاع {وأولئك هم المهتدون}
- الحجة لا يهدي القوم الظالمين بعد قوله تعالى (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه) أي لا يهديهم حجة
- التوحيد {إن نتبع الهدى معك}
- السنة {فبهداهم اقتده} {وإنا على آثارهم مهتدون}
- الإصلاح {وأن الله لا يهدي كيد الخائنين}

- الإلهام {أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} أي ألهمهم المعاش
- التوبة {إنا هدنا إليك}
- الإرشاد {أن يهديني سواء السبيل}

السوء يأتي على أوجه
- الشدة {يسومونكم سوء العذاب}
- العقر {ولا تمسوها بسوء}
- الزنا {ما جزاء من أراد بأهلك سوءا} {ما كان أبوك امرأ سوء}
- البرص {بيضاء من غير سوء}
- العذاب {إن الخزي اليوم والسوء}
- الشرك {ما كنا نعمل من سوء}
- الشتم {لا يحب الله الجهر بالسوء} {وألسنتهم بالسوء}
- الذنب {يعملون السوء بجهالة}
- بئس {ولهم سوء الدار}
- الضر {ويكشف السوء} {وما مسني السوء}
- القتل والهزيمة {لم يمسسهم سوء}

الصلاة تأتي على أوجه
- الصلوات الخمس {ويقيمون الصلاة}
- صلاة العصر {تحبسونهما من بعد الصلاة}
- صلاة الجمعة {إذا نودي للصلاة}
- الجنازة {ولا تصل على أحد منهم}
- الدعاء {وصل عليهم}
- الدين {أصلاتك تأمرك}
- القراءة {ولا تجهر بصلاتك}

- الرحمة والاستغفار {إن الله وملائكته يصلون على النبي}
- مواضع الصلاة {وصلوات ومساجد} {لا تقربوا الصلاة}

الرحمة وردت على وجه

- الإسلام {يختص برحمته من يشاء}
- الإيمان {وآتاني رحمة من عنده}
- الجنة {ففي رحمة الله هم فيها خالدون}
- المطر {بشرا بين يدي رحمته}
- النعمة {ولولا فضل الله عليكم ورحمته}
- النبوة {أم عندهم خزائن رحمة ربك} {أهم يقسمون رحمة ربك}
- القرآن {قل بفضل الله وبرحمته}
- الرزق {خزائن رحمة ربي}
- النصر والفتح {إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة}
- العافية {أو أرادني برحمة}
- المودة {رأفة ورحمة} {رحماء بينهم}
- السعة {تخفيف من ربكم ورحمة}
- المغفرة {كتب على نفسه الرحمة}
- العصمة {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم}

الفتنة وردت على أوجه
- الشرك {والفتنة أشد من القتل} {حتى لا تكون فتنة}
- الإضلال {ابتغاء الفتنة}
- القتل {أن يفتنكم الذين كفروا}
- الصد {واحذرهم أن يفتنوك}
- الضلالة {ومن يرد الله فتنته}
- المعذرة {ثم لم تكن فتنتهم}
- القضاء {إن هي إلا فتنتك}
- الإثم {ألا في الفتنة سقطوا}
- المرض {يفتنون في كل عام}
- العبرة {لا تجعلنا فتنة}
- العقوبة {أن تصيبهم فتنة}
- الاختبار {ولقد فتنا الذين من قبلهم}
- العذاب {جعل فتنة الناس كعذاب الله}
- الإحراق {يوم هم على النار يفتنون}
- الجنون {بأيكم المفتون}

الروح ورد على أوجه
- الأمر {وروح منه}
- الوحي {ينزل الملائكة بالروح}
- القرآن {أوحينا إليك روحا من أمرنا}
- الرحمة {وأيدهم بروح منه}
- الحياة {فروح وريحان}
- جبريل {فأرسلنا إليها روحنا نزل به الروح الأمين}
- ملك عظيم {يوم يقوم الروح}
- جيش من الملائكة {تنزل الملائكة والروح فيها}
- روح البدن {ويسألونك عن الروح}


وبذلك نفهم مراد علي رضي الله عنه من قوله ذلك لابن عباس، فمعلوم أن الخوارج مثلا ينكرون خروج أهل الكبائر من السلمين من النار وينكرون إمكان رحمة الله لهم ويدخلهم الجنة بفضله ويستدلون بآيات الخلود في النار التي نزلت في الكفار معممينها على كل عاص ولذلك هم أخذوا بألفاظ من القرآن مشتركة المعنى وفسروها بالمعنى المراد عندهم وترغبه أهوائهم ولم يفسروه بما فسره الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم بأن الآيات تلك تخص الكفار وأن العصات من المسلمين يخرجون من النار إلى الجنة بعد العذاب أو قد يرحمهم الله ويدخلهم الجنة دون عذاب بدليل حديث الشفاعة الذي في الصحيحين فكان المعنى الذي ذهبت له الخوارج وجه باطل والمعنى الذي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لهم بإحسان وجه صحيح.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد صنَّف النَّاس كُتُب الوجوه والنظائر، فالنَّظائر: اللَّفظ الذي اتّفق معناه في الموضِعَيْن وأكثر، والوجوه: الَّذي اختلف معناه، كما يقال: الأسْماء المتواطِئة والمشتركة، وإن كان بيْنَهما فرق، وقد تكلَّم المسلمون -سلفُهم وخلفُهم- في معاني الوجوه، وفيما يحتاج إلى بيانٍ، وما يحتمل وجوهًا، فعلم يقينًا أنَّ المسلمين متَّفقون على أنَّ جَميع القُرآن ممَّا يمكن العُلماء معرفة معانيه، وعُلِم أنَّ مَن قال: إنَّ من القُرآن ما لا يَفهم أحدٌ معناه، ولا يعرف معناه إلاَّ الله، فإنَّه مُخالفٌ لإجْماع الأمَّة، مع مخالفته للكتاب والسنَّة".

 

جمع وترتيب


د/ خالد سعد النجار


alnaggar66@hotmail.com

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق