فإذا
بلغ موقع من مواقع الدعوة مرحلة القوة السياسية بشواهدها المذكورة.. فإن على أصحاب
هذا الموقع بدء الممارسة السياسية؛ ابتداء من طرح التصور السياسي لهم، والمنطلق من
واقعهم القائم ومرحلتهم العملية.
ومن هنا فإن الممارسة
السياسية الجاهلية في مواجهتها للدعوة تقوم على منع الدعوة من تحقيق أيٍّ من هذه
العناصر:
فترفض
التعامل مع أصحاب الدعوة كطرف له وجوده وتأثيره..
وتسعى
إلى منع الدعوة من الوصول بقضيتها إلى الرأي العام والتأثير فيه..
وفي
هذا الصدد تحاول الجاهلية تشويه صورة أصحاب الدعوة إذا عجزت عن محاربة قضيتها..
وتسعى
إلى منع وصول قضية الدعوة إلى المستويات الاجتماعية القريبة من أصحاب السلطة
والقرار السياسي..
أو
وصول أصحاب الدعوة أنفسهم إلى هذه المستويات بتضييق فرص هذا الوصول، سواء من
الناحية المادية أو الأدبية..
كما
تحيط الحكومات الجاهلية مواقع قوتها بسياج يحميها من أي اختراق، ابتداءً من دقة
اختيار العناصر المرشحة للدخول في هذه المواقع، حتى لا يدخلها أي عنصر يُتوسم فيه
الخير أو حتى مجرد الاستعداد أو القابلية.
كما
تسعى إلى وصف أصحاب الدعوة بالقلة غير المؤثرة، والتأكيد دائما على سلامة
«القاعدة» ورفض «الجماهير» ووقوف «الشعب» وراء «قياداته الحكيمة»..!!
وفي حال اضطرار الحكومات الجاهلية
المعادية للدعوة إلى عقد أي اتفاق مع أصحابها فإن ذلك يكون في سرية تامة؛ حرصًا
على «مهابة» الدولة.
التصور السياسي للحركة الإسلامية
الشيخ/ رفاعي سرور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق