الذين خرجوا إلى الميادين والشوارع وتصدوا للشرطة
و"البلطجية" لم يخرجوا لكي يطالبوا بالدستور سواء كان أولا أم آخرا، ولا
بالانتخابات. لم يخرجوا لتكون مصر ليبرالية أو مدنية أو إسلامية أو مهلبية. خرجوا
فقط للأسباب التي تلمس واقعهم. أسعار الطماطم والملابس والمساكن التي ترتفع بجنون.
أمين الشرطة الذي يوقف «ميكروباص» شقيقه ليسرق منه خمسين جنيها. الضابط الذي حرر
له محضرا واحتجزه وعذبه عدة أيام بلا ذنب. أخته التي لا يملك نقودا لتزويجها. عمه
الذي تم تسريحه من عمله بعد خصخصة المصنع. ابن عمه الذي خسر كل شيء في أراضى شباب
الخريجين التي مات فيها الزرع عطشا بعد تفضيل أراضى الكبار. خالته التي ماتت
بالسرطان بعدما لم يجد لها سريرا بالمستشفي الحكومي... إلخ.
فهمي هويدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق