يتأخر الدم، بعض الشيء،
في مواجهات المحتجين العرب مع انظمتهم الا في سورية. انه اول شيء يهرق. من أول طلعة احتجاج في مدينة درعا السورية المهملة،
المقموعة، يسقط أربعة أو خمسة شهداء. يد النظام السوري على الزناد. فليس في سورية، على
ما يبدو، خراطيم مياه، عبوات غاز مسيلة للدموع، بل بنادق ورصاص.
انه الرصاص يا من تحاولون رفع الصوت في وجه الأسد الابن. فعل ذلك الأسد الأب بطلاقة عندما اهتزَّ عرشه الانقلابي. قذائف ومدافع وطائرات عمودية فوق حماة وحلب وسجن تدمر، ليعيد شعبه 'العاصي' الى حظيرة الطاعة. ونجح في فرض الصمت الطويل على السوريين، ما مكنَّه من توريث ابنه، طبيب العيون، عرشه المرصع بعظام معارضيه.
انه الرصاص يا من تحاولون رفع الصوت في وجه الأسد الابن. فعل ذلك الأسد الأب بطلاقة عندما اهتزَّ عرشه الانقلابي. قذائف ومدافع وطائرات عمودية فوق حماة وحلب وسجن تدمر، ليعيد شعبه 'العاصي' الى حظيرة الطاعة. ونجح في فرض الصمت الطويل على السوريين، ما مكنَّه من توريث ابنه، طبيب العيون، عرشه المرصع بعظام معارضيه.
أراد الأسد الصغير ان
يكون مختلفاً عن الأسد الكبير. أن يحكم هو. لكنَّ الأسد الكبير واصل حكم
سورية، بمتاهة أمنه وأخطبوط مخابراته، من القبر.
في البلد العربي الذي
حوّل الجمهورية، لأول مرة، الى ملكية مطلقة، مستبدة، لا مكان للكلام. الصمت هو اللغة التي
على السوريين ان يتعلموا ابجديتها الخرساء، فما ان نطق السوريون في أول محاولة
للكلام، جاءهم الرصاص.
كانت هذه الوصفة
المجرَّبة ناجعة في ما مضى. ولكن كم تبدو قديمة، بالية، هذه الأيام. إنها وصفة زمنٍ يرقى الى ما قبل الصفعة التي وجهتها شرطية
تونسية الى وجه البوعزيزي فرد عليها بإضرام النار في نفسه. بالنار حرر البوعزيزي
جسده من سجن الحاجة والمذلة فخلقت نار الاحتجاج تلك زمناً عربياً جديداً.
أمجد ناصر، القدس
العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق