أحداث
تموج بالعالم، نظريات تسقط وأخرى تولد، وهذا يقيم التاريخ وذاك يفلسف الأحداث، تجد
الحكمة أحيانا والتهور أحايين أخرى.. ومن بين هذا الحراك الضخم تبرز تحليلات راقية
وأفكار جوهرية آثرت أن أجمعها في عقد فريد، حباته أشبه بمحطات نحتاج أن نقف عندها
كثيرا لنستقي منها العبرة ويتولد عندها الهدف .. إنه العالم الغريب الذي أتعب
البشر وأتعبوه معهم، فهل من معتبر، وهل من مستفيد.
· تاريخ الولايات المتحدة
تاريخ
الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر هو في الأساس تاريخ القضاء على الهنود من
عام 1800م حتى عام 1835، أبعدت تلك القبائل لما وراء الميسيسيبي عبر ظروف انتقال
وإقامة تعد أحلك صفحة في التاريخ، وتفوق سوء الحال الذي أحدثه التهجير الهتلري،
وبعد عام 1840 وإنشاء ومد السكك الحديدية، أجبر الهنود على ترك آخر أراضيهم
ليستقروا في المعازل المشابهة للحظائر الحيوانية. وأدى هذا الصراع إلى موت
الملايين، لأن المقاومة المسلحة للهنود لم تنته إلا بذبح زعمائهم
بل هي حرب على الإسلام
د. محمد عباس، نشر مكتبة مدبولي بالقاهرة ص130
· الهجوم العلني والتآمر الخفي على الأمة الإسلامية
لقد
عاش الشباب العربي المسلم، وهو يلقن أن إسرائيل كيان طفيلي دخيل قام على الاغتصاب
والعدوان، وأن تحرير أرض الإسلام من هذه الجرثومة الغريبة في جسم الأمة المسلمة
فريضة دينية وقومية، وأن لا حق لدولة إسرائيل في البقاء على أرض ليست لها، وكما
قال مفتي فلسطين الأكبر الحاج أمين الحسيني رحمه الله: «إن
فلسطين ليست بلدا بغير شعب حتى تستقبل شعبا بغير بلد!»
ثم
دار الفلك دورته فكانت كارثة 1967م وإذا بالسياسة العربية تتخذ مسارا جديدا كل همه
وغايته ليس أكثر من «إزالة آثار العدوان»
أي: الاعتراف بإسرائيل، وبكل ما عدت عليه قبل 5 حزيران (يونية) 1967م، ومعنى هذا:
أن العدوان الجديد قد أضفى الشرعية على العدوان القديم!
فلماذا
كانت حرب 1948م؟ ولماذا كانت حرب 1956م؟ ولماذا كانت حرب 1967م؟
لماذا
لم تسلموا لإسرائيل منذ التقسيم، وتريحوا الأمة من أعباء الحرب وخسائرها وويلاتها؟
وجاء
السعي وراء ما سمي «الحل السلمي»
ومعاهدات السلام مخيبا للآمال، ومحبطا لكل ما كان عند الشباب من توثب وطموح –ومهما
برره من برره- بضرورات واعتبارات عسكرية أو سياسية محلية أو دولية، فقد كان ذلك
صدمة شديدة العنف لأنفس الشباب المسلم وآماله.
وزاد
من وقع الصدمة على نفسه أن القوى العالمية الكبرى كلها تؤيد بقاء إسرائيل، مع وضوح
حقنا نحن العرب والمسلمين، إنها الصليبية في شكل جديد، هكذا يفكر الشباب ويشعرون،
والواقع يؤيدهم.
الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف
د. يوسف القرضاوي، كتاب الأمة، ص 117-118
·
اختيار الموظفين
يقول
الشيخ على الطنطاوي بعد سرد شروط اختيار الموظف الكفء: هذا هو الأصل في تعيين
الموظفين، يختار الأصلح للعمل، والأقدر عليه وهو مقيم في بيته، ويحتال عليه
بالإقناع وبالتهديد حتى يقبل مكرها فانتهى الأمر عندنا إلى ما يعلمه الناس كلهم،
وأصبحت تعرض المائة من الموظفين فلا تكاد تجد اثنين من أهل الكفاءات، وإنما تجد من أدخلته الوظيفة شفاعة شفيع، أو جاه سلطان، وخير شفيع اليوم
«شفيع النواب» وخير وسيط الأصفر الرنان أو غير ذلك مما يعلم ولا يقال، وما في قلب
كل قارئ منه غصة، وما يحفظ منه كل قارئ حوادث وأخبار.
فكر ومباحث
علي الطنطاوي، دار ابن
حزم ص 85
·
العلم الذي لا ينفع
ذكر
علماء الجداول الرياضية أن العالم بدأ يستنزف خيراته ويتحول إلى نفايات، وأصبح
العلم يستخدم في زمن الحرب لتسميمنا، وفي زمن السلم ليجعل حياتنا قلقة مرهقة كما
يقول «أينشتين»
«خواطر في السياسة»
د. محمد العبدة، دار
الصفوة ص 19
· بعض أسباب الضعف الأخلاقي
عن أسباب البعد عن الأخلاق الإسلامية، وبروز
الأنانية والحسد والبخل والذل في كثير من الأفراد وبعض المجتمعات إن أسباب ذلك
كثيرة من ثقافية واجتماعية واقتصادية وسأتحدث هنا عن سببين رئيسيين:
1- الاستبداد الذي ران
طويلا على الأمة، فجعلها تعيش حياة الخوف وعدم الاستقرار، ففي مثل هذه الأحوال
يلجأ الناس إلى المراوغة والخديعة والرشوة، وربما يعتبرون هذا صداً للأذى، أو
للحصول على بعض حقوقهم المسلوبة، فالاستبداد يكون معه البطش والمصادرات المالية،
والضرائب الباهظة، فلا يبقى عند الناس أما في نتائج أعمالهم، وعادة ما يشكل حول
الحاكم بطانة تجيد التملق والخيانة والمؤامرات، وهمها الوحيد هو الثراء دون عناء.
إن الناس عندما يخضعون لإدارة ظالمة يكون ذلك
بداية الخراب، لأنه بفقدان الحرية تذهب الآمال وتبطل الأعمال، وتموت النفوس وتكسل،
فالاستبداد يفسد كل شيء.
2- قلة العلماء الربانيين الذين يحيون
الإيمان في القلوب ويهزون الناس ويزعجونهم بقوارع الخوف والرجاء وتذكر الآخرة وربط
الأخلاق بالدين، فلا انفصال بين العبادة والأخلاق ولا انفصال بين العقيدة
والأخلاق. ويجابهون الباطل والاستبداد. وكذلك قلة الوعظ الديني الصادق الصادر من
القلب والذي يبني على علم الشريعة ومقاصدها، وعلم بالتوحيد والفقه، وحتى لا ندور
في حلقة مفرغة، فإن مناط الأمر كله يرجع إلى الدين والورع والتقوى والخوف من الله
تعالى وقيام العلماء بواجبهم ليكونوا أمثلة حية أمام الناس.
عن الأخلاق نتحدث
د. محمد العبدة، دار الصفوة، ص 29-30
جمع
وترتيب
د/ خالد سعد النجار
alnaggar66@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق